د. إسلام عنان يكتب |
في دراسة اتعملت واتنشرت في (Nature) على اطفال امريكان عايشين في الضواحي في بيئة نظيفة للغاية (super clean) واطفال في فنزويلا في القرى في بيئة عادية اشبه بقرى مصر… وجدوا ان اطفال فنزويلا عندهم شكل وعدد وصفات الكائنات الدقيقة النافعة اللي جوا جسمهم - الميكروبيوم (Microbiome) افضل من الامريكان.. وعموما حاجة زي حساسية الصدر (Asthma) انتشرت اربع اضعاف الـ ٢٥ سنة اللي فاتت… وابتدى العلماء يبحثو يا ترى هل في علاقة …! هل ياترى بسبب وسوسة الامهات بالنضافة؟
خلينا نبتدي ان الانسان عند خلايا غريبة عنه في جسمه وده اللي كلنا عارفينه بس اللي محتاجين نعرفه ان جسمنا ده عبارة عن قرية مليانه مليارات الكائنات الحية وقصاد كل خلية بشرية في جسمنا فيه 10 كائنات حية عايشة معانا وفي كل تجويف في جسمنا وجوا كل عضو تقريبا... بنتكلم عن ملايين التريليونات عايشين معانا وعلى فكرة مفيدين ومحتاج احافظ عليه عشان مثلا المساعدة في الهضم والمناعة وحاجات تانية كتير .
لو الميكروبات المفيدة قلت وخصوصا عند الاطفال فيه فرضيات ان الجسم ممكن يحصل فيه خلل مناعي ويكون عرضه اكثر للامراض ذاتية المناعة وهنعرف كمان كام سطر ليه…
طب ايه سبب قلة الميكروبيوم؟
١- اختلاف بيئة البيوت عن الطبيعة: الانسان كان زمان عايش في الطبيعة في نفس درجة الحرارة والرطوبة بتاعت الجو ولكن دلوقتي البيوت مختلفة في درجة الحرارة والرطوبة بسبب التكييف وبرضو في مستوى النضافة بالتالي البيئة مبقتش مناسبة اوي للميكروبيوم زي الاول عشان كده لبتدى في بعض البلاد يصمموا بيوت مناسبة لنمو ميكروبيوم متوازن.
٢- الولادة القيصرية: الدراسات اثبتت ان الجنين بيكون خالي من اي بكتيريا او ميكروبيوم عامة لحد ما يتولد طبيعي فياخد من عنق رحم الأم كل الميكروبيوم المفيد ويتولد عليه طبقة كاملة من البكتريا النافعة واللي بيتحرم من كل ده لو اتولد قيصري.
٣- الرضاعة الصناعية: سبحان الله ان لبن الام فيه سكريات معينة بتعتبر مش غذاء للبيبي ولكن غذاء للميكروبيوم! وده مش موجود في اللبن الصناعي.
٤- النظافة المفرطة لجسمنا من برا (الجلد والشعر) واستخدام الكحول بكثرة وخصوصا الايام دي زود وده بيقلل الميكروبيوم المفيد ويقلل التنافس بينه وبين الميكروبات الضارة فبالتالي وجود الميكروبات المضرة بيزيد... حاليا مثلا فيه دراسات ان الاستحمام اليومي بشامبو مضاد للبكتيريا قد يكون مضر اكتر منه نافع..
٥- اختلاف جسمنا من جوا عن زمان بطبيعة الاكل الغير صحي اللي بناكله اللي بيقلل وبيعمل عدم اتزان في الميكروبيوم المفيد اللي كان متعود ياكل خضار وفاكهة كتير ودلوقتي بنأكله كنتاكي!!.
٦- استخدام المضاد الحيوي والادوية المسكنة بصورة مفرطة او خاطئة اللي بتخلي المناعة كسولة ومعتمدة على الادوية… في فرضية ان الاجسام المضادة لما بتفرز وعايز تتخانق مع اي جسم غريب ومتلقيش الجسم ده بتتخانق مع اول عضو تشوفه زي الرئة او المعدة او حتى القلب.
٧- استخدام المنظفات المضادة للبكتيريا في تنظيف الارض والبيت بصورة مبالغ فيها.
نتيجة اختلال الميكروبيوم
- فيه ارتباط لسه بيدرس (السببية بتاعته) ان استخدام المضاد الحيوي بيعمل كسل لمضادات الاجسام وبيخليها بتفرز بدون جهد حقيقي في مواجهة الاجسام الغريبة واللي بيخليها (من وجهة نظر الدراسة) تتجه لمحاربة خلايا الجسم نفسه طالما مس عارفة تحارب البكتريا مما يسبب امراض زي الروماتيزم المفصلي وباقي الامراض ذاتية المناعة.
- فيه ارتباط تحت الدراسة ان السبب اللي فوق مع تغيير خصائص الميكروبيوم بيزود الحساسية اللي في العادي مش المفروض تبقى نسبتها عاليه زي ما زادت اخر 25 سنة بس بسبب النظافة المفرطة وعدم تطوير المناعة وسط البيئة الطبيعية... الجسم بيتصرف اغرب وبيهاجم نفسه ويبقى اضعف في ردود افعاله في حالات اخرى.
- مشاكل في الهضم والامراض الجلدية.
- الآن اللي ممكن اكون فخورة ان ابنها مجالوش برد او أي أمراض عشان معقماه ومعقمه البيت … ممكن تكون بتأذيه اكتر ما بتفيده او الدراسات اثبتت صحتها.
طب الحل ايه؟
١- أول حاجة الامهات محتاجين يعرفوا ان الخوف المفرط وخصوصا على الاطفال الصغار ممكن يكون بيأذيهم وده مهم عشان يقللو الخوف المفرط... مش بقول نسيب العيال تاكل مالشارع بس في امهات معيشه اطفالها في بيئة معقمة (ناقعة العيال فالكحول وبتحميه بديتول) وده بيخلي جسمه ميتعرضش لبيئة تحسنلو الميكروبيوم وعموما تقليل الميكروبيوم بيقلل البيئة التنافسية فيزود الميكروبات الضارة والانتهازية.
٢- الطفل وكلنا محتاجين بيت بيدخلو شمس ومنقعدش في تكييف طول الوقت (ربنا يكون في عون اي حد في بلد شديد الحرارة زي الخليج)
الارض والطينة مش حاجة وحشة لو الطفل لعب فيها (طبعا تكون برضو تحت الرقابة عشان مياكلش طين).
٣- المشكلة الكبيرة اللي لازم تتحل ومحتاجة قوانين (تقنين الولادة القيصرية) وزيادة الوعي على الرضاعة الطبيعية.
٤- عدم استخدام مضاد حيوي بدون داعي خصوصا للاطفال.
٥- خلي مناعة الطفل تاخد وقتها وتتغلب على البكتربا والفيروسات ومتدخلش الا في الضرورة بادوية.
٦- تقليل استخدام مضادات البكتريا والكحول سواء على الجسم او في التنظيف.
أنا عارف إن كورونا زودت الموضوع كمان أكتر بس دايما الإتزان وعدم المبالغة هم الحل... وأوقات الحماية الزيادة من الامهات بتبقى مضرة للأسف.
تعليقي على هذا الموضوع على قناة الحرة مع لقاء لربة منزل داخل منزلها (متهيألي كتير منكم بيعمل زيها)
ربنا يحفظكم جميعاً
إسلام عنان
المصادر:
مع احترامي لجهد كاتب المقال ونبل فكرته ألا أن كتابته باللهجة العامية لمقال في جريدة رسمية ثقافية لهو نشاز أين منه نشاز صوت بكاء طفل يقاطع مقطوعة الدانوب الازرق لشتراوس. هل هذا هو مصير لغتنا العربية العظيمة التي جَهُدَ أدباء مصر العزيزة بالذات في الحفاظ عليها إلى وقت قريب؟ هل ياترى تسمح إدارة الموقع باللغة الاسبانية نشر مقال علمي أو أدبي باللهجة العامية القشتالية أو الأندلسية؟ عتبي أيضاً على إدارة الموقع العربية التي سمحت بنشر مقال علمي رفيع باللغة العامية. وشكراً لتفهمكم.