top of page
  • صورة الكاتبLa Cámara Real

صاحب الظل الطويل، الرواية الرقيقة





أميرة غانم تكتب|

صاحب الظل الطويل أو أبي طويل الساقين هي رواية للكاتبة والروائية الأمريكية جين وبستر، من مواليد ٢٤ يوليو ١٨٧٦ وتوفيت ١١ يونيو ١٩١٦ أثناء ولادتها لإبنتها، إسم جين وبستر الحقيقي هو أليس جين تشاندلر وبستر وسميت جين تيمناً بإسم والدة مارك توين. من أهم أعمالها: عدوي اللدود (التي تعد بمثابة جزء ثاني لصاحب الظل الطويل) حين دخلت باتي الكلية، أميرة القمح ولغز الأحواض الأربعة. دعونا نشير إن ترتيب وسرد الرواية يختلف عن الشكل التقليدي فهي عبارة عن رسائل موجهة من جودي لصاحب الظل الطويل، لذلك تندرج تحت أدب الرسائل .

لا يسعني الحديث عن هذه الرواية، فهي ذلك النوع من الأدب الذي تشعر به وتحلم معه أكثر مما تقرأ، كنسمة هواء في صيف قارص. الروايات التي تتمحور حول شخصيات ترعرعرت في دار ايتام ولم تهزمها الحياة، يوجد بها نوع من الجاذبية والشغف الإستثنائي الذي يدفعك لقراءة العمل. في رأيي لأنع يداعب الجانب الطفولي الحالم بداخلنا بأن المعجزات ممكنة الحدوث والأماني تتحقق. هذا النوع من الروايات الذي يتناول حياة إنسان من مرحلة اللانصج لمرحلة النضج يُسمى ب(Bildungsroman).


تدور الرواية حول قصة فتاة من فتيات ميتم " جون غرير" تدعي "جيروشا" أو كما تحب أن تُنادي "جودي أبوت" مولعة بالتعلم وشغوفة بالكتابة، يقع على كاهلها اعباء الميتم والإهتمام بشؤون من يصغروها سناً.


" كان يوم الأربعاء الأول من كل شهر يومًا فظيعًا للغاية - وهو يوم يُنتظر بِكُل رهبة، يٌحتمل بالشجاعة وسُرعان ما يُنسى. يجب أن يكون كل طابق نظيفًا، وكلُ كرسيٍ بلا غبار، وكل سرير بلا تجعد. بالإضافة إلى سبعة وتسعين طفلٍ صغير يتيم يجب تنظيفه وتمشيطه وإحكام إغلاق أزرار ملابسه القطنية الجديدة. وجميع السبعة والتسعون يجب تذكيرهم باتباع حُسن الخُلق، وأن يتعلموا قول: "نعم، يا سيدي"، و "لا، يا سيدي" عندما يتحدث الأوصياء إليهم. لقد كان وقتًا مؤلمًا. والمسكينة جيروشا أبوت ، كونها أكبر يتيمة، كان عليها تحمل عبء ذلك "


كانت جودي على علم بأنها يجب أن تستعد للرحيل من الميتم نظراً لأن قوانين جون غرير تتكفل بها لعمر ما حتى ظهر لها وميض من النور، فارس أو معجزة كونية لا تحدث إلا في عالم ديزني " جون سميث" أو صاحب الظل الطويل كما لقبته جودي لظله الطويل الذي لمحته وهو في طريقه خارجاً من دار الأيتام يوماً ما. تكفل الوصي بتعليمها وإلحاقها بأكبر الجامعات على أمل أن تصبح كاتبة متمكنة في المستقبل بشرط واحد أن تكتب له رسائل شهرية عن تطورها ومستجدات حياتها وهو ما فعلته جودي، لتشعر جودي بأول مرة في حياتها بما كانت تغني كوكب الشرق" حلوة.. حلوة الأيام.. حلوة... حلوة الأحلام.. حلوة حياتي"

استمرت جودي في مراسلة صاحب الظل الطويل على مدار أربع سنوات على الرغم من عدم مبادلتها رسائل وعدم الرد على تساؤلاتها الفضولية ورغم معاملته الجافة والغامضة في بعض الأحيان إلا أنه كان بمثابة العائلة والسند والمنقذ في هذا العالم.

”لقد كنت أفكر فيك كثيراً هذا الصيف. وجود شخص يهتم بيّ بعد كُل هذهِ السنوات يجعلني أشعر كما لو أنني وجدت جزءا من العائلة. كما لو أنني أنتمي إلى شخص ما الآن، وهو شعور مريح للغاية"


تعد هذه الرواية هي تفنيد ورفض لكل الحكايات الخرافية عن الأميرة الحبيسة المغلوبة على أمرها التي تنتظر فارس الأحلام لينتشلها من أهوال الحياة، وإذا كان هناك منقذ في بداية العمل، لكننا سنشهد كيف تمكنت جودي من التمرد على حدود عالمها المنغلقة وخلق عالم يمثلها مليء بالمعرفة والمغامرات.

bottom of page