top of page
  • صورة الكاتبLa Cámara Real

معلومات مثيرة عن مسلسل "لا كاسا دى بابل" لـسارة ايريديا لوسانا





ما بين استخدام مكعبات من السكر فى مشاهد إطلاق النار و إعادة تصوير الحلقة التجريبية ٥٢ مرة!


ياسمين طارق تترجم |

انطلق عرض الجزء الأول من الموسم الخامس و الأخير من حكاية اللصوص الأشهر على منصة نيتفليكس فى الثالث من سبتمبر، و ها قد بدأ العد التنازلى لنهاية القصة.

يُعد مسلسل "لا كاسا دى بابل" إحدى الطفرات الفنية التى طرأت على التليفزيون الإسباني خلال الأعوام الأخيرة. حيث أنه بفضل عرضه على شبكة نيتفلكس ذاع صيته بين الجماهير من مختلف بلدان العالم، التى تستمتع بقصة اللصوص تماماً مثل الجمهور الإسبانى. كما أن فضول المشاهدين يزداد كل مدى أكثر و أكثر و دائماً يتشوقون لمعرفة المزيد حول هذا العمل من تأليف الكاتب و المخرج الإسبانى "آليكس پينا" و عن أبطاله آلبارو مورتى، أورسولا كوربيرو، نجوى نمرى، خايمى لورنتى و غيرهم.

و لهذا قمنا بإنتقاء بعض التفاصيل الخاصة و الطريفة لكم عن تصوير المسلسل ربما لستم على علمٍ بها حتى الآن. يمكنكم الاطلاع على بعض من هذه الحقائق فى الفيلم الوثائقى "لا كاسا دى بابل: الظاهرة"؛ فمن خلال المقابلات التى يحتوى عليها مع الأبطال و بعض من أعضاء طاقم العمل سوف تكتشفون أسرار و طرائف عن ذلك المسلسل صاحب النجاح الساحق.


الأقنعة و اللون الأحمر: شعار المسلسل

لقد تم اختيار زى مميزأً معبراً عن "لا كاسا دى بابل" منذ البداية . فعلى مدار أحداث مواسمه صارت البِدَل الحمراء الخاصة بأفراد العصابة و كأنها إحدى شخصيات المسلسل. ليس هذا فقط بل اخُتير اللون الأحمر للأدوات أيضاً كالهاتف و مكبر الصوت ميجافون و أوراق الملاحظات اللاصقة. علاوة على ذلك، فإن الأقنعة استخدمت إجلالاً و تقديراً للرسام الإسبانى الشهير سلفادور دالى، أحد أعلام تيار السريالية فى القرن العشرين، فأصبح قناعه المفضل بإمتياز لدى المعجبين.


"مطاريد" بدلاً من "لصوص"

لقد اختلفت قصة المسلسل بعض الشيء فى مراحلها الأولى عندما كتبها المؤلف "آليكس پينا". حيث أنه كان ينوى تسمية العمل بـــ "المطاريد" و أن جميع أبطال المسلسل المشاركين فى عملية السطو يجمعهم شيء مشترك، ألا و هو أنهم قد اخرجوا من بيوتهم عنوة بسبب سوابقهم الإجرامية. و لكنه فى النهاية تراجع عن فكرته لكونها متحيزة إجتماعياً و حذفها من السيناريو و من ثم أصبح اسم المسلسل هو "لا كاسا دى بابل" أو "بيت المال" كما يطلق عليها باللغة العربية و Money Heist بالإنجليزية. و لا يخفى علينا جميعاً ما يعنيه، إذ يُقصد به دار صك العملة الملكية بإسبانيا.


مواقع التصوير الحقيقية

إن كنتم تريدون زيارة المكان الحقيقى الذى وقعت فيه أحداث عملية السطو فى مواسمه الأولى، فربما ستندهشون لذلك. هذا لأن دار صك العملة الإسبانية الذى شاهدناه فى المسلسل لم يكن حقيقياً، و إنما كانت هذه واجهة مبنى المجلس الأعلى للبحوث العلمية بإسبانيا. و رغم صعوبة الوصول إليه، حيث يقع فى بلدية كولمينار بييخو لكثرة المواقع الأثرية التى تحتوى عليها المنطقة، إلا أنه الموقع نفسه الذى تم فيه تصوير المشاهد الداخلية لأول موسمين من مسلسل بيس أبيس أو "السجينة" بالعربية و المعروف بــ Locked up بالإنجليزية.



عندما انتقلت أحداث القصة فى الموسم الرابع إلى البنك المركزى الإسبانى، استعانوا ببناية وزارة التنمية الإسبانية لتصوير المشاهد الخارجية، و هو يقع على بعد بضع كيلومترات من البنك المركزى الحقيقى.


مكعبات السكر X الرصاص


لقد فكر فريق الانتاج فى استخدام مكعبات السكر بدلاً من الزجاج عند تصوير مشاهد إطلاق النار أمام دار صك العملة. فبهذه الطريقة تمكن السكر المبعثرعلى الأرض من إعطاء التأثير المراد ذاته تماماً كما لو أنها شظايا زجاج محطم بفعل الرصاص. و من أجل سلامة المتواجدين فى موقع التصوير استعانوا بمحترفين و استخدموا مسدسات تطلق هواء. بالطبع كل تلك التفاصيل تتلاشى عند التصوير.


ظهور المخرجين على الشاشة

الجدير بالذكر، أنه حتى مسؤولى إخراج "لا كاسا دى بابل" أرادوا المشاركة فى هذا العمل. على سبيل المثال ظهر "أليخاندرو باثانو"، أحد مخرجى المسلسل، فى دور طبيب صربي و كذلك مساعد المخرج "دانيال إيجيراس" فى دور بائع أحد المحال التى ترتادها المحققة "راكيل".


الأوراق المالية الشهيرة

إن كان هناك ما يرمز لمسلسل "لا كاسا دى بابل" فهو الأوراق المالية. حيث لعب المال دوراً محورياً فى هذه الحكاية، و لكن هل تساءلتم يوماً من أين لهم كل هذا الكم الرهيب من المال؟ لقد استعان طاقم العمل بماكينات الطباعة الدوارة الخاصة بجريدة ABC الإسبانية المعروفة حتى يتسنى لهم طبع كميات هائلة من الأوراق المالية على أوراق طباعة الجرائد. نعم هذه هى الحقيقة. لأنهم لم يتمكنوا من استخدام الماكينات الخاصة بدار صك العملة لأسبابٍ أمنيةٍ.


زى "طوكيو"

لقد اثار الزى الخاص بشخصية "طوكيو" على مدار أحداث المسلسل الكثير من التساؤلات و من المؤكد أنه ألهم بعض الأشخاص، حتى أنها تتشابه مع شخصية نعرفها. أليس كذلك؟ أجل، إن الدورالذى لعبته "أورسولا كوربيرو" الإسبانية مستوحى من شخصية "ماتيلدا"، و التى جسدتها الممثلة الأمريكية "ناتالى بورتمان" فى فيلم (ليون المحترف ١٩٩٤)، و إليكم صورة للتوضيح.



إعادة تصوير الحلقة التجريبية ٥٢ مرة

حرص فريق الانتاج على أن يبدو كل شيء مثالي و أراد تجسيد عملية السطو للمشاهد كما يقول الكتاب. لهذا أعادوا تصوير الحلقة الأولى ٥٢ مرة لإتقان الحبكة الدرامية بدء من الخطة و حتى الشخصيات. و كل نسخة كانت تحمل فروق و تفاصيل مختلفة عن التى سبقتها و لذلك كانت ستختلف الحكاية لو أنهم كانوا قد اختاروا النسخة الأولى.



الموسيقى

يمكننا القول أن حتى الموسيقى التى تم اختيارها فى "لا كاسا دى بابل" ترمز لشيءٍ ما، و خير مثالين على ذلك هى الأغانى الخاصة بالمسلسل و التى من خلالها بعث الفريق بتحية فى لفتة تقديرٍ لم يستطع بعضنا التنبه إليها. من جانب، فى أحد المشاهد يقوم "البروفيسور" بعزف مقطوعة على البيانو للمحققة "راكيل"، و هى مأخوذة من الفيلم الأمريكى "اللدغة" (The Sting 1973)، و هو أحد أشهر الأفلام حول البحث عن أفضل عملية إحتيال. و من جانب آخر، لدينا الأغنية الثورية من الفلكور الإيطالى Bella, Ciao أو"وداعاً أيتها الجميلة" بالعربية، التى كان ينشدها ثوار حركة المقاومة المناهضة لتيار الفاشية. الجدير بالذكر أن تلك الأغنية تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات.


أوراق مالية كالأمطار


واحدٌ من أكثر المشاهد الصادمة فى الجزء الثالث عندما قام أفراد العصابة بنثر كميات ضخمة من الأوراق المالية فى شوارع مدريد باستخدام طائرة و كأن السماء تمطر مالاً! و لقد تم تصوير ذلك المشهد فى ساحة "كاياو" وسط العاصمة الإسبانية، و خرج بشكلٍ رائع للمشاهد. و لكن فى الحقيقة كان تنفيذه أمراً شاقاً للغاية على طاقم العمل. هذا لأن الأوراق المالية المزورة نفسها كانت تعلق فى المراوح المستخدمة فى تحريكها أثناء التصوير، و لذلك اضطروا إلى وقف التصوير لإعادة المشهد مراتٍ عديدةٍ و زيادة كمية الأوراق المنثورة.


سبائك الذهب

رغم تلك الصورة فائقة الإتقان للسبائك الذهبية التى رأيناها فى المشهد المعروف تحت الماء، فإنها مرت بمرحلة طويلة من المؤثرات البصرية الخاصة. حيث وجدوا صعوبة بالغة فى تصوير السبائك الأصلية بسبب حركتها فى المياة، مما اثار توتراً واضحاً جداً فى موقع التصوير. لأنه لم يكن أمامهم سوى فرصة واحدة لتنفيذ ذلك المشهد. كانت المؤثرات البصرية هى الشق الأكثر تعقيداً. لهذا كانوا يعملون على قدمٍ و ساقٍ و اضطروا إلى تعديل و رسم أكثر من ١٠٠٠ سبيكة ذهبٍ كلٍ على حِدةٍ، مشهدٍ تلو الآخر.



الإستعانة بمحترفين

لقد كانت المواقد التى ظهرت فى الطابق السفلى للبنك المركزى لصهر سبائك الذهب حقيقية و كذلك الأشخاص الذين قاموا باستخدامها. حيث قام فريق الانتاج بزيارة إحدى ورش تصنيع الحُلى و المجوهرات المعروفة فى إقليم إكسترامادورا بإسبانيا ليتعرفوا على طريقة صهر هذه الكمية الضخمة من السبائك الذهبية. و من ثم استعان الفريق بمحترفين لتمثيل الدور ليبدو كل شيء أكثر واقعية و جعلهم يرتدون نفس البدلات الحمراء التى نعرفها جميعاً أثناء التصوير.


سر اختيار اسماء الأبطال

من بين اسماء المدن التى كان يحملها جميع أبطال المسلسل و التى تم اختيارها بشكلٍ سريعٍ، فإن السابقة ترجع إلى طوكيو التى جسدتها لنا "أورسولا كوربيرو". فعندما تحدثت الممثلة الإسبانية فى اليوم ذاته عن الدور الذى ستلعبه فى المسلسل كان المؤلف "آليكس بينا" يرتدى قميصاً يحمل اسم طوكيو، و من هنا استوحى "بينا" اسم هذه الشخصية.

لقد تم اختيار اسماء الشخصيات عشوائياً مثلما ذكرنا. و لكن بعد نجاح أول موسمين قرر طاقم العمل إضافة شخصيات جديدة لفريق الأبطال كرسالة شكرٍ و تقديرٍ للمعجبين من تلك المدن التى اكتسح فيها المسلسل بشكل أكبر، أمثال ليشبونة (البرازيل)، باليرمو (إيطاليا)، بوغوتا (كولومبيا) و مارسيليا (فرنسا).


أيقونة عالمية

ختاماً لما سبق، عندما انتقل عرض "لا كاسا دى بابل" إلى منصة "نيتفليكس" فى ٢٠١٨ حقق رقماً قياسياً و أصبح المسلسل غير الناطق بالإنجليزية الأكثر مشاهدة فى ذلك العام، بل و الأكثر مشاهدة على الإطلاق. فى الواقع، لقد حاز " لا كاسا دى بابل" على جائزة إيمى الدولية فى دورتها السادسة و الأربعين عن أفضل مسلسل.


المقال بقلم سارة ايريديا لوسانا، نشر علي موقع sensacine في 31 أغسطس 2021


____________

ترجمة| ياسمين طارق أبو زيد مترجمة، ومساعد تدريس وباحثة



أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page