top of page
  • صورة الكاتبLa Cámara Real

انفراد للغرفة الملكية | مصيــــدة العصــــافير لخوسيه لويس ألونسو دي سانتوس




تــرجمــة :مــؤمــن طلعــت حــامــد

مــراجعــة :د.منــــار الحلــــوانــــى


ترجمة | مــؤمــن طلعــت 

هذة ثانى تجربة حقيقية لى فى ترجمة عمل كامل بعد ترجمة مسرحية " مركب بلا صياد " للكاتب الإسبانى اليخاندرو كاسونا والتى قام بترجمتها الدكتور الكبير محمود على مكى.وفضلت أن اترجم عمل مسرحى عن غيره من الأعمال الأدبية وذلك لحبى الشديد للمسرح الإسبانى.وقد قامت د.منار الحلوانى بإختيار هذا العمل المسرحى لى وقد ساعدتنى فيه كثيراً,مثلما ساعدتنى من قبل أثناء دراستى الأكاديمية وهى من احببنى فى اللغة الإسبانية,وبسبب حبى الشديد للإسبانى أصبح لدى الفضول على أن اغزو إسبانيا وامريكا اللاتنية وجميع البلدان التى تتحدث اللغة الإسبانية حتى اتعرف على ثقافة هذة البلاد وشعبها الجميل.

وكم انا محظوظاً بأن د.فاطمة مكى قامت بتعليمى مادة الترجمة فى إحدى الأيام.حيث جعلتنى اعشق الترجمة، وعلمتنى انه يجب علي معرفة الكثير من المرادفات وعدم الإكتفاء بمعنى واحد للكلمة.

كما احب أن اشكر جميع اساتذتي الذين ساعدونى فى تعلم اللغة الإسبانية.


خوسيه لويس ألونسو دي سانتوس هو كاتب ومخرج مسرحى للفرقة القومية للمسرح الكلاسيكى وباحث إستاذ فى الكتابة الدرامية وسناريست وروائى إسبانى,ولد فى بلد الوليد عام 1942 م.وهو أحد أكبر كتاب المسرح الإسبانى القصير فى العصر الحالى.افتتح مع فرقته المسرح الحر اعمالاً لبرتولت بريشت وأريستوفان وجون ميلينغتون سينغ وكالدرون دي لاباركا.

كتب اول اعماله بنجاح كبير بين النقاد والجمهور: " يعيش الدوق "," سيدنا ".وفى عام 1978 م افتتح نسخته من العمل " جريمة بينياراندا ديل كامبو المرعبة " للكاتب بييو باروخا.و" الساحر " المسرحية التى تم تقديم أثر من خمسمائة عرض لها.فى هذا الوقت قام ألونسو دي سانتوس بإعادة التخطيط والتفكير فى تأليفه وكتابته المسرحية واتخذ قراراً بالتكريس كلياً له.وقد تلى هذة الأعمال مسرحيات أخرى مثل " من المتاهة الى الثلاثين والنص " التى قدمه الى جمهور الأطفال القصة الحقيقية والفريدة " للأميرة والتنين ".وفى عام 1983 م قدم لأول مرة الألبوم العائلى فى البرنامج الرسمى لمسرح ماريا جيريرو بمدريد.وتم اخراجه ايضاً من قبل الكاتب,وحازت أعماله على نجاح كبير بين النقاد والجماهير ومن ابرازها " بائعة التبغ فى حى بايبكاس " " والذهاب إلى المورو " العمل الذى تم عرضه فى التلفزيون الإسبانى عام 1987 م.


كلمــــة المــــؤلف

أهتم دائماً بالأشخاص المهمشين فى مسرحى. أتقدم الأن بهذا العمل فى أراضى المهمشين المميزين: الأشخاص اللذين ظلوا مدفونين فى الايدلوجية المسيطرة فى أزمنة اخرى ومرفوضة من اغلب المواطنين.

أولئك اللذين كانوا من فترة طويلة يهمشون الأخرين اصبحوا الأن مهمشين من خلال نظام اجتماعى جديد,اولئك اللذين كانوا يعيشون مع ضيق الديناصورات القديمة, دون إمكانيات التكيف مع البيئة,والمحكوم عليهم بالهلاك من كثرة الإختفاء.

إنهم يربطون فشلهم الشخصى بالفشل التاريخى للأفكار المرتبطة بالمسيحية والشمولية، وهما الوحيدين اللذين يعطون سبب للإنسان بأن يكون حاملاً للقيم الأبدية فيما اخترعوا.

هؤلاء المدافعون عن الايدلوجية الشمولية يبدو لنا بعاد وبلا معنى، بالرغم من أنهم قد وصلوا عن طريق المعاناة. واللذين كانوا جلادين لفترة طويلة يقومون الأن بدور الضحايا.اصبحوا أبطال بسبب الصراع الدائم للقوى المتصاعدة للتقدم والمبادلة التى كانت تحدث فى طريقهم.وبسبب هذا يجب أن يعيشوا ككائنات مستقلة صنعت مصيباتها الخاصة بها.

هؤلاء المدافعين عن الأيدلوجيات والشمولية يبدو لنا احياناً انهم شيئاً بعيد وبلا معنى، على الرغم من انهم ممتلئين بمعاناة حزن كبير فى جزء من الماضى، ومازالوا يختبئون فى طيات حاضرنا.


صدرت فى 13 من ديسمبر عام 1990 فى مسرح ألفيل بمدريد.


الشخصيــات

ماورو

هابيل

مارى

روكى

رجل

روكى- الشرطى

الشرطى الثانى


الجـــــزء الأول

غرفة علوية لمنزل قديم فى إحدى المقاطعات.بها أثاث شبحى مكدس مثل الزمن فى ذاكرتنا: دواليب وكمودينو وترابيزات وشماعات وكراسى و مرايات,والسجاد كان يغطيه تراب لونه أبيض ورمادى.وكان يوجد حصان مصنوع من الكرتون ذات اورجحة والذى كان ينتظر بشغف أن يعودوا ليركبوه هؤلاء الأطفال اللذين اصبحوا رجال الأن.على جانب واحد,بجوار ماكينة الخياطة,يتكدس مجموعة من العارضات الخشبية مشوهة ومكسرة مثل الجيش المدمر.وجوه غريبة ومصفرة معلقة فى صور ذات إطار واللذين يكونوا مثل مدفن فى هذة المقبرة التى تكون دائماً غرفة تخزين.ومن ناحية اليمين يسطع ضوء غير حقيقى والذى يأتى من شباك صغير,بيانو.ومن ناحية الشمال يوجد سرير غير مجهز موضوع فى ركن مائل للسقوط.فوق منه نافذة كبيرة على شكل عين.وفى منتصفه حاجز من الزجاج,وفى الخلف سلم صغير يؤدى إلى الصعود لسقف المنزل.ويوجد زجاجات موضوعة على الأرض وبقايا طعام واكوام من الأعقاب فى المنتصف موضوعين بشكل عشوائى.وعلى اليمين يوجد باب يفتح عند فتح الستارة والتى فيها يقطعون رسمة لرجل وامرأة كانوا يمعنون النظر فى بحث عن أحد فى الظلام.




هـــابيل: (يدخل). ماورو؟ أنت هناك ؟ أنا هابيل! اقدر أدخل ؟ عايز اتكلم معاك...!

(الشخص الذى يتحدث اليه ,مختبىء فى الظلام,ولا يرد.هابيل ينظر إلى مارى,السيدة التى تظل واقفة على الباب.وبعد ذلك يقترب من الحائط ويضىء النور).

أنا جيت بسرعة وهقدر... إنت كويس ؟ أنت هناك مستخبى وراء,مش كدا...؟(يتقدم ببطء نحو الحاجز الزجاجى). لما كنا أطفال انت كنت دايما بتستخبىء هناك وانا كنت دايماً بلاقيك...


مـــاورو: (مختبىء خلف الحاجز الزجاجى، وبين العارضات).إنت كنت الصغير.وأنا كان المفروض انى اسهلها عليك.


هـــابيل: ليه متخرجش من هناك وتخلينى اشوفك؟


مـــاورو: (مختبىء). تعالى وامسكنى لو إنت شجاع,بس خلى بالك.المسدس ده مش بيضرب زى الى كنا بنلعب بيه لعبة عسكر وحرامية.ده فيه رصاص حقيقى.لو دوست على الزناد هتقع على الأرض، ومش هتقدر تقوم تانى.ها إنت عارف كويس إنه هيخليك تموت؟


هـــابيل: (ينظر إلى مارى.ومن ثم يتحدث إلى ماورو). وليه عايز تقتلنى لو كنت تعرف؟ طيب ما انا ممكن اقتلك؟


مـــاورو:(مختبىء). أنا مجنون,هو أنا مقولتش لك ده؟ بالإضافة إلى إن كل الناس عايزة تقتل أخوها,بالذات لو إسمه هابيل,زيك كدا.


هـــابيل: بس إنت مش إسمك قابيل,علشان كدا مش هتقدر تضربنى بالنار.


مـــاورو: (مختبىء). تحب تشوف؟ أنا عملت ده قبل كدا كذا مرة.


هـــابيل: ماشى، بس مش بالطريقة ديه,اخوك لازم هو كمان يستخبىء.وبعدين انا مش معايا مسدس زيك.هو ينفع تضرب نار على حد مش معاه سلاح؟


مـــاورو: (مختبىء).انت الشخص الكويس اللى هنا يا اخى,بس انا لا.انا وحش كالعادة.علشان كدا لازم اعمل ده.


هـــابيل: وانت هتفضل هناك كدا مستخبىء؟ اخرج على الاقل ورينى وشك,خلينا نواجه بعض. ولا انت خايف من ده ؟ شكلك خايف جدا؟ (يخرج ماورو من خلف الحاجز ويتقدم ببطء نحو هابيل. ويحمل فى يده مسدس.وعمره اكثر من خمسون عاماً، وهو سمين واقرع ويرتدى بنطلون بيجامة وعليه تيشيرت متسخ، وذقنه لم تحلق منذ بضعة أيام. كل شىء فيه يعطى تصور بأنه رجل محطم ومجنون).


مـــاورو: انت دايماً كنت بتحب تبقى شاطرفى كل حاجة,وانا كنت دايماً بخسر.انت كنت بتدخل وترفعنى ايدى وتاخد منى السلاح بنفس وجه الرضا ده الى كان بيخليك دايماً عندك الإيمان بإنك اذكى منى، دايماً كنت بتحسسنى انى اصغر منك. لكن المرة ديه مش هخليك تاخد منى السلاح طول ما أنا حى.


هـــابيل: إزيك يا ماورو؟

(ينظر كل منهما الى الأخر,بينما يسمعون فى الخارج أصوات سارينة لسيارات الشرطة.هابيل أصغر بضعة سنوات من اخوه,ولبسه انيقاً ويكون اخاه على عكس صورته تماماً).


مـــاورو: إنت بجد هنا! اخويا الجميل,الفنان فى نفسه.انيق دايماً كالعادة، كأنك رايح حفلة:لابس هدوم كويسة، ومسرح شعرك...بعتذر لك إن كل حاجة غير منظمة.أنا لو كنت اعرف بزيارتك ديه,كنت على الاقل نظفت شوية.مش كل يوم الواحد بيجى له شخصية مهمة فى بيته.(يقترب وينظف كرسى).


هـــابيل: إنت إزاى وصلت للحالة ديه يا ماورو؟


مـــاورو: هما إلى قالولك إنك تقنعنى,ولا هى إلي اتصلت بيك؟(يشير إلى زوجته مارى,التى تظل واقفة فى صمت عند الباب.وهى فى الأربيعينات من عمرها، ترتدى ملابس ليست أنيقة ولكنها جيدة، ومازالت امرأة جذابة,بالرغم من أنه ينعكس على وجهها الموقف الذى يحدث).


هـــابيل: أنا جيت علشان كنت حابب اجى.إنت عارف إن حبستك هنا مش هتحل اى حاجة.سواء الوقت متأخر أو بدرى المفروض إنك تخرج.


مـــاورو: إلى أنا فاكره.إنى عملت كل إلى انت بتقول عليه ده كتير جداً.مش لازميعنىتشرحلى إيه إلى حصل.الموضوع ببساطة إنى كنت واحد من الى مرميين بره، ودلوقتى بقيت جوه.هى مش محتاجة تفسير، لكن فى ناس بيعرفوا إنهم هيكسبوا، وناس تانية هتخسر.لما كنا بنلعب أنا وإنت هنا كنا زى بعض.ممكن من لحظة للتانية نسمع صوت ماما وهى بتنادى علينا:<< هابيل وماورو يلا علشان الأكل!>>.

(ماورو يحرك رأسه كأنه يسمع صوت والدته فى صدى صوت بعيد.وينظر بعد ذلك إلى زوجته التى مازالت تقف عند الباب.يتجه نحوها ويغلق الباب,ويتركها بالخارج).دلوقتى رجعنا زى الأول!


هـــابيل: إيه إلى إنت بتعمله ده؟ إنت كدا هتخلى كل حاجة تبقى أسوء من الأول.لو سمحت,خليك عاقل للحظة واحدة.أنا عارف إيه إلى بيحصل بره اكتر منك.ولو هما عايزين يدخلوا ما حدش هيقدر يمنعهم.


مـــاورو: (يسحب صندوق خلف الباب).إنت تعرف كتير عن الموسيقى,لكن عن ده معندكش اى فكرة.إنت فاكر إنك ذكى وأنا لا.أنا عارف ايه إلي بيحصل، وأنت لا.فى حاجات مخلياك مش قادر تفهم، من الحاجات إلي أنا بأمتلكها فى الداخل هنا.(يلمس رأسه).إنى عارف كل حاجة عن إلي هيحصل.الكل ضدى وأنا ضد الكل.


هـــابيل: مافيش حد ضدك,بالعكس.الكل عايزك تنزل وده هينتهى من غير ما يحصلك اى حاجة.اسمع كلامى,علشان خاطرى.


مـــاورو: يعنى إلى أنا تخيلته ده هو كل حاجة.يعنى أنا مجنون...يعنى هما ما طردونيش من شغلى,وإن هما مش عايزين يرمونى فى السجن,وإن هما كمان مش مستنينى بره علشان يقتلونى.(يفتح الشباك ويتحدث نحو الخارج).هو إنتم مش موجودين بجد,ولا أنا بيتهيألى؟


هـــابيل: ما تقولش اى كلام.مافيش حد عايز يقتلك.هما ماسبونيش اطلع علشان اتكلم معاك، مش كدا؟ هما لو عايزين يقتلوك هيعملوا ده.لو كانوا عايزين يدخلوا، كانوا داخلوا.الباب كان مفتوح.وبالنسبة لمارىماكنتش بتدخل وتخرج علشان تجيب الأكل ؟ إنت إلى مستعد تضرب النار على كل الناس زى المجنون,مش هما.


مـــاورو: لو أنا مجنون.كنت هتبقى انت كمان كدا,لكن إنت عاقل ومتسامح وبتعرف تتكلم كويس,وده بيخليك تستوعب كل حاجة بطريقة كويسة: << اتفضلوا,اقعدوا,ايه أخبار العائلة والأولاد,إنتم شرفتونا النهاردة,النهاردة الجو حر اوى...>> أنا مش كدا,أنا مجنون.


هـــابيل: كل الناس بتقابلها مشاكل فى حياتها,ومش علشان إحنا حابسين نفسنا فى اوضة الكركبة بتاعةبيتنا ده يخلينا نقول إن احنا مجانين,ولا يخلينا إننا نضرب النار على الناس.إنت بجد اتأثرت كتير بالى حصلك؟ إلى أنا مش قادر افهمه انك مقدرتش تعود نفسك على اى حاجة طول المدة ديه.إنت المفروض إنك تبقى سعيد علشان سبتها فى مرة.كام مرة إنت قولتلى مش قادر تستحمل اكتر من كدا,وإنك كنت بتكره الحاجات إلي كنت بتعملها؟


مـــاورو: اخى,لحد امتى هتفضل تعزف على البيانو بتاعك,هو فيه حد بيجبر إنه يعمل حاجات وحشة.لما إنت تكون بتشتغل شغلانة كويسة وعندك ناس معجبين بيك وبيسمعوك,المفروض ماكنوش يرجعوا صناديق الزبالة علشان احنا منشمهاش.الناس كلها بقيت زبالين.إنت مش شامم؟ هو فى حد مجبر إنه ياخد زبالتك.فى الألاف من الزبالين مهمتهم إنهم يشلوها من طريقك,لكن مش بيعجبهم شغلهم.على الأقل المفروض إننا نهون عليهم من إلي هما بيعملوه علشانا.علشان كدا لازم يكون فى ناس زينا علشان تقدر تدافع عنهم.ولو كنا اختفينا عن الفئات الي بتحتقيرنا من المثقفين والفنانين والناس الحساسة إلي زيك كدا,كنتم هتعرفوا إنكم عايشين فى عالم زبالة,زمان ودلوقتى.ومافيش اى حاجة اتغيرت بص كويس كدا,لا فى ده ولا فى ده.فضلنا زى ما احنا: حتى هنا فى زبالة.(اذهب إلى الشباك وإنظر إلى الخارج).


هـــابيل: حاجات كتير اتغيرت فعلاً.على سبيل المثال,مافيش شخص يقدر يعذب حد ويحصله حاجة وماحدش يعرف بالي حصل.


مـــاورو: (يعود إلى جانب هابيل وويصرخ).إيه الخرا إلى بتقوله عن إلي عايز يتعذب وإلي مش عايز! هنشوف لو كنت جاى علشان تنام معاها ولا لا!هى بتسمع الكلام !فهمت؟ فى الحياة الزبالة إلى احنا عايشنها ديه فى ناس بتأمر وناس بتنفذ.هما قالوا لك: << أعمل ده >>,وإنت هتعمله,من غير اعتراض.لحد ما تموت وتسيب الأوامر الملعونة ديه,مافيش حد هيعذب حد,هنشوف لو كنت هتدخل,شكلك عارف كل حاجة! ده الى كان ناقصنى إنك تيجى دلوقتى...!


هـــابيل: ماشى يا ماورو,سيبك من ده بقى مش عايز اتكلم فى الموضوع ده.أنا ماجتش هنا علشان الومك بحاجة.لو إلي إنت بتقوله ده صح فأنا مصدقك,بس ده مش وقته.فكك من الحاجات الوحشة إلي إنت عمال تفكر فيها ديه,علشان أنا اكبرمن...

(ماورو يبتعد ويرمى قطعة من الأثاث بضربة قوية,ثم يعود).


مـــاورو: عارف هما ليه أمرونى؟ إنت مش عارف ليه,مش كدا؟ وساعات يجيلك ناس من المدرسة القديمة ونتفق على كل حاجة.وبعد كدا لو الموضوع بقى صعب بيفتحوا لك ملف ويطردوك فى الشارع.أو يدخلوك السجن طول حياتك بسبب إلي هما أمروك بيه.


هـــابيل: كنت تقدر ترفض.لو كانوا أمروك بحاجة وإنت مش موافق عليها كنت تقدر تقول لا.فى حاجات كتير فى الحياة بتحصل بسبب الناس إلي بتأمر غيرهم,دول بيبقوا حيوانات...


مـــاورو: إنت عايش فى انهى عالم يا عازف البيانو؟ الطفل الجميل إلي إنت شفته فى الصحف ده كان ممكن يبقى إرهابى,واحد من إلي بيحطوا القنابل ويخلوا الناس الضعيفة إلي زيك تطير فى الهواء.إنت عارف كام واحد من صحابى اتضرب عليهم نار,أو اتحطلهم قنبلة فى العربية لما بيجوا يشغلوها الصبح...؟ ولاد الوسخة دول إلي مش بنشوف وشهم ابداً! دايماً بيبقوا مستخبيين زى الفئران,وبيهجموا عليك من غير ما تاخد بالك...!ذنب الشخص إلي مات إنه كان لازم يخلص على كل الموجودين فى البلد ديه,زى ما هما بيعملوا مع الى بيخدوهم!لكن لا,هما هنا بيخرجوهم من السجون علشانيفضلوا يقتلوا فينا.


هـــابيل: بس ده ماكنش إرهابى,إنتم غلطنين.وحتى لو كان إنتم ملكمش الحق إنكم تخطفوا حد وتعملوه على إنه حيوان.


مـــاورو: اه,لا؟ وهما بيعملونا إزاى؟ واحنا المفروض نعمل إيه لو كلامك ده فعلاً صح؟ نستنى لحد ما يقتلونا كلنا؟ إنت عارف إلي بيستنى فى الإشارة وعمال يفكر فى كل لحظة إن فى حد هيجى ويضربوه طلقة فى رأسه,سواء هو او عائلته؟ وإنه بقى خايف يفتح صندوق البريد أوالرسالة لحسن يكون فيه قنبلة؟هو فى حد يقدر يعيش بالشكل ده؟ إلي عايشين عال العال زيك كدا,بيقرأو الجرنال بكل هدوء وهما بيفطرو,ويقولوا يلا الحزن مش كدا,لإنكم عندكم قلب كبير.وبعدها ترموا الجرنال.وهما عمالين يقتلوا جميع حراس الأمن ورجال الشرطة والجيش...


هـــابيل: إنت عارف إلي إنت بتقوله ده مش صح.وكمان إن هما مش بيقتلوا رجال الشرطة والجيش بس.مش هى ديه المشكلة يا ماورو.


مـــاورو: إيه هى المشكلة طيب؟ إزاى احنا نقدر نقبض عليهم ونخليهم يتكلموا؟ ننزل إعلانات فى الجرايد؟ << سلم نفسك وإعرف كويس مش هتعرف تقتلنا أو حطلنا قنابل >>.وبعد كدا لما يسلموا نفسهم,هيقولوا لنا وهما فرحانين كل إلي هما عملوه,ومكان الأماكن إلي هما مخبيين فيها الأسلحة والناس,ومين هما شراكاهم...ولو مرضوش يتكلموا,احنا نقولهم إيه ده هى ديه ديمقراطية التصويت.احنا صوتنا هناك فى قسم الشرطة,ولو خرج فائزا << نعم >>,هما اعترفوا بكل حاجة كأنهم ناس متعلمين أو متربيين.وبعد كدا نروح نشرب كوباية قهوة مع بعض زى الصحاب العاديين.


هـــابيل: لو هما مجرمين ده مايمنعش اننا احنا كمان نكون مجرمين زيهم.بس أنا مش عايز اتناقش معاك.علشان مش هنوصل لحل اى حاجة,وكمان الامور ممكن تبقى اسوء من الأول,وده كان بيحصل معانا كتير فى مواضعينا مع بعض.وهيفضل يحصل طول حياتنا,كفاية إنى اقولك حاجة علشانك...


مـــاورو: إنت إلي دخلت هنا وبدءت تتهمنى...!


هـــابيل: الحاجة الوحيدة إلي أنا قولتها إنك متقدرش تعذب الناس,إنت عملت الى عملته وخلاص.


مـــاورو: مافيش حاجة حصلت!ولا حاجة! دول كانوا مجرد ضفين!


هـــابيل: وعلشان كدا ظهره مكسور!


مـــاورو: ده وقع من على السلم!خوفت جداً لما لاقيته مش بيتكلم.الصحفيين الملاعين بالغوا كتير فى كل حاجة.وكانوا هيتكلموا كتير لما كانوا هيقتلوا زميله...


هـــابيل: يعنى دلوقتى الذنب بيتحمله الصحافيين.


مـــاورو: هو إنت فاكر بجد لما هيقولوا فى القسم إلي هما عملوا ده,هيبقى بمزاجهم؟إنتم كلكم شلة من المنافقين,ده إلي بيحصل فعلاً.بتقروا فى الجرايد إن هما قبضوا على واحد وإعترف,أو إن قبضوا على مجموعة مسلحة من الإرهابيين بأسلحتهم,وبتشعروا بالسعادة جداً.وبتفتكروا إن هما هيروحوا هناك ويتكلموا,بإرادتهم؟مش هو ده إلي إنت فاكروا بيحصل يا اخى؟الحاجة الوحشة هى لما إنتم تلوثوا بالدماء,مش كدا؟أنا عملت طوال حياتى كل إلي هما كانوا بيطلبوه مني,إلي هما كانوا بيأمرونى به هو نفسه الى انتم بتأمروا به.ايوه,ايوه إنتم,ما تبصليش كدا.الناس إلي زيك دول عمرهم ما هيدخلوا فى مشكلة,إلي هما مدنيين اووى ومتسامحين دول,وإلي بيبقوا عايزين الشوارع تبقى كلها أمن وأمان علشان يعرفوا يتمتعوا بحياتهم إلي بيدفع ثمنها ناس تانية.


هـــابيل: وده يخليك إنك تضرب النار على الناس من هنا,وكمان احنا إلي قولنالك تعمل ده؟


مـــاورو: إنتم دربتونى كأنى كلب.على الأقل لازم اعض.


هـــابيل: أنا وإنت عمرنا ما اتفقنا على حاجة أبداً.ومش هنقدر نعمل ده دلوقتى,من صغرك دايماً وإنت بتحب تحل كل حاجة عن طريق الضرب...


مـــاورو: كذا مرة كنت بدافع عنك,سواء لما كنا فى الجامعة أو الحى.لما كانوا بيعملوا لك حاجة كنت بتتصل بيا فى ساعتها,مش كدا ولا لا؟


هـــابيل: ايوه,كنت بتدافع عنى من إلي بيضربونى وبعدها كنت بتضربنى.


مـــاورو: ليه كنت بضربك؟علشان دايماً كنت بدافع عنك...!من الناس كلها!


هـــابيل: ايوه,ولحد دلوقتى بعاتب نفسى من وقت ما كنت بتدافع عنى.(يبتعد عنه).ده فضل كبير من عند ربنا إن احنا واقفين بنتناقش فى موضوع إنك كنت بتضربنى ولا لا لما كنا صغيرين.ماورو,انا مش عايز اتخانق معاك بسبب الموضوع ده أو غيره.ليه متدنيش المسدس ده مرة واحدة بس,وننزل من هنا ونخلص على كل دول؟


مـــاورو: هوإنت فضلت تدرس طول السنين ديه؟علشان تيجى تقولى إنى اديك المسدس,وانزل معاك وابدء حياة جديدة؟حاجة حلوة إنه يقبض عليا فنان زيك.عازف للموسيقى وكاتب ورسام...حاجة جميلة ورقيقة...


هـــابيل: معندناش وقت كتير.لو منزلتش معايا دلوقتى هما هيطلعولك.


مـــاورو: هيهجموا بعد قد إيه؟عشرة دقايق؟عشرين؟إنت عارف ليه هما مستعجلين على إنى أستسلم؟أنا بالنسبة لهم قنبلة.اعرف حاجات كتير بالإضافة إنى مجنون.هما مش هيسمحوا بالرفاهية إلي تخلينا نقعد ونتكلم.هما محتاجين إني اثق فيك واستسلملك فى أقرب وقت ممكن.وبعد كدا حادثة صغيرة وتنتهى المشكلة.وإنت هتبقى ساعدتهم فى العملية القذرة ديه.(يذهب إلى الشباك وينظر نحو الخارج).أنا متأكد إن كلهم تحت مستنينى: المأمور وروكى لاحينا وانطون بوجه المليء بالتعبيرات الغاضبة...وممكن كمان انهم يكونوا بعتوا وحدة خاصة.هما عارفين إن أنا بالنسبة لهم غنيمة مهمة جداً,وإن أنا مش هستسلم بسهولة.إيه إلي حصل؟إنت خوفت ولا ايه؟(يحضر له كرسى هزاز قديم).اقعد يا راجل,اقعد كدا واستريح.هندردش مع بعض شوية,ولا إنت مش عايز؟بدل ما إنت شبه المليكان كدا,واقف مشدود وانيق.إيه اللبس الغالى إلي إنت لبسه ده,غالى جداً.طول عمرك وإنت جميل وانيق.اسألها,اسأل مراتى.أنا فاكر لما كنا بنمشى مع ماما فى الشارع والناس كانت بتقول: << انهى طفل فيهم احلى! >>,بالنسبالك...وأنا كنت بمشى الناحية التانية,بالنسبة لى,ممكن كانوا بيقولوا عليا,<< وإنت كمان >>,بس للأسف.الدقيتين إلي كنا بنلبس فيهم,كنت بلبس هدومى ببهدلة,لكن إنت كنت انيق فى ملابسك.ماكنتش بتتحرك من مكانك علشان هدومك متتوسخش.كنت شبه المليكان,زى دلوقتى كدا بالظبط.وإلي احسن من كدا كمان إنك دايماً كنت بتعجب زوجتى القديسة.هى كمان شبه المليكان زيك,باردة وشبه الكرتون المقوى,زى إلي هناك دول كدا.(يشير إلى عارضات الأزياء).إلي كانت بتستعملهم ماما فى المحل...(يرفع السلاح ويصوب نحوه).لو ضربت النار دلوقتى هدومك هتتبقع بالدم...وهتبقى متوسخ.


هـــابيل: وده هيفيدك بإيه؟وجه فى دماغك امتى كل إليإنت بتعمله ده؟وليه بتفكر فى حاجات وتتكلم فيها من أيام ما كنا اطفال,ولا ده تفكير مراتك,ولو هو كان حلو او وحش؟


مـــاورو: جميل,جميل,إنت كنت وسيم.إلي كان شكله وحش هو أنا.ودلوقتى بقيت اصلع وبكرش حتى بص.


هـــابيل: تمام,كويس جداً,اصلع وبكرش مش هو ده إللي إنت كنت عايزه,وأنا مليكان.لكن إيه دخل ده بكل إلي بيحصل؟


مـــاورو: كل حاجة مرتبطة ببعضها.الحاجات إلي بتحصلنا فى حياتنا,من ساعة ما اتولدنا لحد...هو إنت عمرك ما قرأيت فى الجرنال ابداً إنفى يومفجأة شخص اتكشف,وخد السلاح و...؟الحاجة الوحشة إن شوية الكراكيب ديه مش هتسبب ضرر كتير هنا فوق.لإننا مش متقنين.(يذهب إلى الشباك ويراقب ما يحدث فى الأسفل).كما فى الأفلام الأمريكية القناصين يحملون بنادق رائعة,ذات تلسكوب.هبقى فى قمة سعادتى لو أخذت واحدة من دول,وبدأت اموت الناس من خلال التليسكوب واشوفهم إزاى بيقعوا...(بيحدث ضجيج إطلاق النار مع كلام).دول بس للقريبين,للقريبين,ايوه.(يضع له المسدس خلف رأسه).من المسافة ديه عقلك هيخليك تفكر إنك تتخبط فى الحيطة.

(ويحدث الضجيج من الفم وحركة إطلاق النار,ثم إبعاد المسدس).


هـــابيل: ماورو,إيه إليأنا اقدر اعمله علشان اساعدك؟


مـــاورو: خلى كل حاجة فى وقتها,يا اخى,كله فى وقته.احنا دلوقنى بنلعب اللعبة ديه,وبعد كدا نلعب واحدة تانية.


هـــابيل: إنت ليه مش عايز تتكلم جد شوية؟إلي بيحصل هنا ده مش لعبة,وإنت عارف كدا.


مـــاورو: أنا معرفش حاجة,أنا مجنون.

(ماورو يصعد على السلم,ويخرج إلى الشرفة الصغيرة التى توجد بأعلى سقف المنزل ويراقب ما يحدث بالخارج بحذر شديد.هابيل,يبقى وحيداً ويضع يده على جبهته ويتمتم بأشياء من بين اسنانه وبينما هو ينزع المعطف,من فوق ماورو يتحدث إليه).

لازم كل واحد ياخد مكان يقف فيه.واحد هيطلع على السقف علشان لو حاول يخرج من هنا.(يعود إلى جوار هابيل).قبل كل حاجة إلي احنا عملناه ده كله كان بطريقتنا:إن احنا نوصل وندخل ونضرب الباب.دلوقتى فى أفلام التليفزيون كل حاجة بقت معقدة.لازم نعمل خطةنحاوط البيت علشان إلى جوه يتعب نفسياً,ويحاولوا يتفاوضوا معاه ويدوله الثقة...ودايماً بيبعتوا حد يدخل جوه,زى ما بعتوك المرة دي علشان يخفف عنه.وبعد كدا يتكلموا معاه من خلال مكبر الصوت أو تليفون أو زى ما يكون,لحد ما يستسلم.كل إلي بيقولوه بيكون كلام جميل:<< متقلقش,مافيش حاجة حصلت,هنطالب بالعفوا عنك,لسه قدامك فرصة...>> ويفضلوا يداعبوا الشخص إليموجود جوه,لحد ما يشيلوا ضغط القضية من عليه:<< تحب إن احنا نجبلك خاطبتك علشان تساعدك إنك تعدى الوقت؟ >> حاجات زى كدا.وواحدة واحدة يضيقوا عليك المصيدة.هى مجرد خطة,فهمت؟هى خطة علشان ينهوا كل إليبيصعب عليهم الموضوع بطريقة مدنية وديمقراطية.وبعد كدا ياخدوك ويرموك فى السجن علشان تموت هناك من كتر المعاملة الباشعةأو بطريقة تانية اسوء.إنت اتقبض عليك قبل كدا؟علشان تعرف الواحد عايش فى بلد عاملة إزاى,من الأفضل إنك تاخد جولة معاهم من وقت للأخر. كل حاجة كانت واضحة فى الأوقات الاخيرة,يا اخى.الحاجاتإلي كانت بتحصل بالأعلى بطريقة وفى الأسفل بطريقة تانية خالص.كلام جميل وضرب فى الخصيتين.حدائق كبيرة وجميلة فى الخارج,ومساجين محبوسين زى الحيوانات جوه,عشرينمسجون فى كل قفص.روح شوفهم واسألهم اذا كان ده عاجبهم ولا لا!ولا الموجودين فى إقسام الشرطة أو فى البطالة او المرمين فى ممرات المستشفيات مستنين دورهم زى الخرفان!


هـــابيل: هو الظلم بقى موجود فى البلد ديه دلوقتى,يا ماورو؟كل إليإنت بتقوله دهواكتر من كدا,ارجع بالزمن وراء شويةمن فترة طويلة أيام ما كنت بدافع عن إلي بيحكومونا.


مـــاورو: ايوه!إليإنت كنت عايزه,لكن على الأقل ماكنوش بيقولوا نفس الكلام بتاع دلوقتى إن كلنا متساويين واحرار...فى ناس مننا بتعيش زى الملوك وناس تانية...والأم هى إلي بتولد كل دول...!كدب,كدب بيدارى على كل حاجة.و فى كل مرة يفتحوا بوقهم السياسيين يكدبوا تانى,علشان الناس تفضل تنتخبهم، شوية اغبياء...أنا مانتخبتش حد ولا مرة ابداً,وما وقفتش جنب حد أو غيره.كلهم واحد.


هـــابيل: ده مش حقيقى,احنا كلنا مش واحد,لكن بعد إليإنت قولتهولى دهأنا مش عايز اتناقش معاك,لا فى الموضوع ده أو غيره.


مـــاورو: اه! ده مش حقيقى؟ يعنى هما مش بيسرقوا على قد ما يقدرو؟ واضح إنك قرأت حاجات كتير فى الجرايد,وحاجات تانية لا!بيسرقوا، يا اخى، بيسرقوا!


هـــابيل: طيب كويس,مش هو ده إللي إنت عايزه...


مـــاورو: من الأحسن اننا نعمل كل حاجة لو عرفنا,لكن على الأقل مايفتكروش إن احنا أغبياء علشان احنا نستهلك كل الحاجات إلي بنقولها.أنا اعرفهم عن قرب,فهمت؟هما فضلوا وقت كتير بيتجسسوا عليا من خلال وسائل التصنت.أنا سمعتهم,واعرف كمان هما مين وقد إيه بيكرهونا.حاجة زبالة,إلي انا بقولها لك ديه!هما بيعرفوا يتكلموا ويتكلموا ويتكلموا...,علشان يعرفوا يكذبوا.(يغنى).

<< هتشوف إن كل حاجة بتكون كدب,هتشوف إنه مافيش اى نوع من الطيبة,وإن الناس بالنسبة لهم مايسوش حاجة.عاهرة...عاهرة...>> إنت فاكر إلي كان بيغنيه بابا وهو بيحلق...؟ << بالرغم من إن الحياة بتحطمك,وبالرغم من إن الوجع بيصيبك,فإنت مش بتستنى اى مساعدة ولا يد عون ولا معروف من حد>>. كان بيعجبه التانجو!(ابحث بين الاثاث).المفروض إن هما لسه هنا...(هابيل يصل لحد البيانو ويعزف بعض أبيات التانغو. وماورو يعرى فونوغراف قديم ويقرأالمكتوب على الإسطوانة).غارديل! الكومبارس؛ وداعاً,ايها الصبيان؛ غيرة.العمياء...(يغنى).

<< بالرغم من إنه وقت كتير فات,الأ إنه صدرى لسه بيتأثر بذكرى الوجع...>>.(ينظر إلى الوجهة الإخرى من الاسطوانة).عاهرة!تكون هنا!

(يضع الإسطوانة ويستمع إلى صراخ يخرج من ايقاعه,مثل التمزيق,التانغو العاهرة...عاهرة...ويبدء الغناء فى ذلك الوقت,بدلاً من صوت غارديل.يقرب من أخيه ويضع ذراعه حول كتفيه,ويشير إلى غطاء الإسطوانة.هابيل يندمج مع الذكريات,ويغنى هو الأخر.اصوتهم وصوت غارديل يتحدان,فى ظلال العلية,وصدى صوت الأب المتوفى,يغنى وهو يحلق.الظلام).


يتبع...



bottom of page