top of page
  • صورة الكاتبLa Cámara Real

الوجود الإسلامي العربي فى أمريكا اللاتينية




د. جمال عبد الرحمن يكتب |

تُعتبر العلاقات بين العالم العربي الإسلامي وأمريكا الجنوبية واحدة من أقدم العلاقات عبر التاريخ؛ فقد بدأت ربما قبل أن يعرف العالم الحديث شيئًا محددًا عن أمريكا، ومع ذلك، نحن لا نعرف بعضنا البعض بما فيه الكفاية. إذ يقول أحد الدبلوماسيين العرب -حسين تريكي- في عام 1963 إن فكرة العرب عن أمريكا الجنوبية مشوهة ولا تتعدى صورة الهندي الأحمر الذي نراه في أفلام هوليود، وإن الإنسان العربي بالنسبة لأمريكا الجنوبية هو ذلك الرجل الذي يسند ظهره إلى ظل شجرة: يعيش في الصحراء، وله أكثر من زوجة.

لا شك في أن الوضع الآن أفضل بكثير، لكن أمامنا طريق طويل حتى نتعرف على بعضنا البعض بشكل ملائم. الحديث عن وجود عربي إسلامي في أمريكا الجنوبية يدفعنا إلى التساؤل: هل كان كولون هو من اكتشف أمريكا بالفعل؟ يبدو أن هذا الزعم لا يعدو كونه افتراء على الحقيقة التاريخية، فهناك براهين على أن الإسكندنافيين وصلوا إلى أمريكا قبل كولون بألف عام، وهناك أدلة على أن قدماء المصريين وصلوا كذلك إلى أمريكا. وهناك حديث آخر يقول إن مسلما من الصين قد وصل إلى هناك قبل كولون.



إذن فإن الحديث عن وجود عربي في أمريكا سابق على كولون يجب ألا يبدو مستغربا، بل يندرج هذا الوجود في إطار محاولات بشرية متواصلة للتعرف على بلاد العالم، إما بغرض التجار، وإما لأغراض أخرى.



أنطونيو غالا

إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يكثر الحديث عن كولون، بينما نكاد لا نجد شيئا عمن سبقه فى الوصول إلى أمريكا؟ ربما يرجع ذلك إلى ما قاله أنطونيو غالا في رواية "المخطوطات الحمراء" :

أن التاريخ يكتبه المنتصرون عادة، أما المهزومون، فإما أنهم يموتون، وإما أنهم يفضلون النسيان.

رغم وصول الفراعنة والعرب وغيرهم إلى أمريكا فإن من بقى هناك هم الإسبان، وهم الذين صاغوا التاريخ كما أرادوا.. يتبع

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page