الترجمة وجيل الشباب

د. عمرو ضيف يكتب|

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد،

الحديث عن الترجمة كثير ومتشعب لتأثيراتها المتشعبة سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية، أو ثقافية أو علمية، لكني هنا في هذا المقال أود أن أتحدث عن تأثير الترجمة على جيل الشباب.

في البداية نقول أن الترجمة هي مهنة الفرد متى امتلك الياتها وأدواتها، وبالتالي يصبح الشخص مؤهلاً أن يكون مترجماً متى امتلك الأدوات الخاصة بالترجمة والمعرفة المناسبة اللازمة للعمل بها.

عند هذه النقطة يستطيع الفرد العمل بالترجمة وهو في سن مبكرة أي أننا هنا لا ننظر إلى عامل السن عند العمل بالترجمة أو حتى نوعية الشهادة الدراسية التي حصل عليها الفرد لكون سوق الترجمة سوق عالمي واسع يستطيع المؤهلين للعمل فيه الدخول إليه بالسهولة.

كذلك الترجمة لا تقف عند عامل الوقت بحيث أنه يمكن للفرد ممارسة مهنة الترجمة والعمل بها في أي وقت ليلاً أو نهاراً دون اعتبار إلى أوقات عمل رسمي أو حضور وانصراف.

كذلك لا تتقيد الترجمة بعامل المكان، بل إنها مهنة عابرة للحدود، بمعنى أنه يستطيع الفرد في أقصى الشرق أن يعمل مع شخص آخر في أقصى الأرض خاصة بعد التطور الهائل في وسائل الاتصال والتواصل التكنولوجي.

كذلك لا تتوقف الترجمة على عامل الجنس، بمعنى أن المترجمين والمترجمات يمكن لهم العمل بحرية مطلقة ودون الخوف من عوامل التواصل كون أن هذا التواصل يتم على مسافات بعيدة دون خوف من مواصلات أو انتقالات أو قبول أو رفض المظهر حيث لا يتدخل المظهر بها.

تؤثر الترجمة على العامل الاقتصادي للفرد والأسرة والمجتمع في أنه عندما يعمل بها عدد كبير تكون التحويلات بالعملة الصعبة كبيرة لتسهم في الناتج المحلي القومي للدولة بأسرها.

كذلك تؤثر على الحالة المادية للفرد بحيث أنها توفر له دخل شهري يتجاوز الدخل الشهري للأفراد من سنه الذين يعملون في مهن أخرى بمراحل بحيث تمكن الفرد من الاستقرار المادي سريعا وكذلك تحسين الدخل للأسرة كلها حيث يمكن أن تعتبر مهنة أساسية وإضافية قوية الدخل.

وفي النهاية لك أن تتصور أن فتاة تسكن في بيئة صحراوية في مدينة نائية بعيدة ذات قيود اجتماعية داخل غرفتها تستطيع أن تعمل وتوفر دخل معقول لها ولأسرتها ولمجتمعها.

تعتبر مهنة الترجمة مهنة جامعة يكفي أن أقول أن لدي في مجموعة المترجمين على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك الأطباء والمهندسين والمدرسين وكافة التخصصات والدارسين والطلاب في تعاون سلس واسع ممتد دون عائق.

في النهاية خالص تحياتي ولكم التحية دمتم بكل خير

عمرو عبد العليم جمعة ضيف