محمد جمعه توفيق يكتب |
ـــــــــــــــــــــــــــــــ تقديم المترجم
في العادة حين أنتهي من قراءة نص أدبي ما بغرض ترجمته للإسبانية التي تجري مني مجرى الدم، أشرع في ترجمته بجد؛ محاولًا قدراستطاعتي نقل معانيه المقصودة ولغته المكتوبة، محافظًا على نظم وترتيب لغته الأصلية -ما أستطعت إلى ذلك سبيلًا- مع رصانة لغتي الحبيبة العربية.
ولم أكن أتخيل أن أغير من عادتي تلك مع قصائد الشاعرة دعاء وصفي البياتنه.. ذات الأصل الفلسطيني، بل إنني بعد أن أنهيت قراءتها الأولية والتي استمرت بضع ساعات متواصلة، محاولًا ليس فهم معانيها بل تحليلًا لكيف نُظِمت أبياته واختيرت مفرداته، متوقفاً أمام كل بيت شعري أحاول فهم تاريخًا ماضيًا ووقاعًا معاصرًا أليمًا يسيران معًا في تواز كوني، فضلًا عن تخيل عشرات القصص والحكايات التي ظلت كامنة أحاول أكتشافها بين طيات أحرف مفردات لغتها.
لوهلة تشعر أنك جالس على إحدى مقاعد السينما تشاهد فيلمًا مصورًا قد حصل لتوه على جائزة أوسكار أو غويا؛ يدمج بين التاريخ ماضيه وحاضره ومستقبله، وبين الفانتازيا السحرية والواقعية معًا، وأنت مرتديًا لإحدى النظارات ثلاثية الأبعاد مستمتعًا بمشاهدته، حالمًا داخل مشاهده ولقطات حكاياته، وفجأة ينتهي العرض مع آخر كلمات القصائد، وقد حان وقت خروجك من القاعة، فتخرج على مضض، ليس للبيت ولكن مرة أخرى لشباك التذاكر لتستمتع بالمشاهدة والمعايشة في آن واحدٍ مرات ومرات.
تتميز شاعرتنا بأسلوب شعري فريد يجمع بين عمق روحي وغموض أدبي، مما يضفي على نصوصها جاذبية خاصة تدعو القارئ إلى استكشاف الطبقات المتعددة من المعاني المتواجدة في أعمالها. براعتها في استخدام لغة غنية بالمفردات والصور تعكس خبرتها الواسعة في التعبير الشعري، وقدرتها على صياغة مشاعرها بأسلوب بليغ ومترف. كما أن مهارتها في انتقاء الكلمات الفصحى بعناية لتعميق الشحنة العاطفية داخل نصوصها تجعل من قصائدها تجسيدًا لرحلات داخلية شديدة الخصوصية، لكنها تنجح في الوقت ذاته في أن تلامس وجدان الجميع.
في كتاباتها، تتنقل البياتنه بين مواضيع إنسانية شاملة مثل الحب والألم والفقد والبحث عن الهوية، بتلك الحساسية الفريدة التي تمكن القارئ من التواصل مع تجربتها الشعرية. تركيبة أبياتها تعكس توازنًا بين الحداثة والكلاسيكية، في حين أن استخدام الرموز والاستعارات يضيف عمقاً بصريًا وفكريًا يُثري رسالتها. في كل قصيدة من قصائد تلك المختارة الشعرية الرائعة، هناك نية واضحة لتحدي التصورات التقليدية، ومن خلال صوتها، تسعى ليس فقط إلى عكس عالمها الداخلي، بل إلى إثارة التأمل العميق لدى القارئ.
في مختارتها الشعرية تجسد البياتنه بامتياز كيفية استخدام الرموز الدائمة للحنين والشوق، إذ تنقل القارئ إلى فضاء يلتقي فيه المادي بالسماوي. عبر سلسلة من الاستعارات التي تلاعبت فيها بالضوء والظل، تصوغ الشاعرة أجواءً تدعو إلى تأمل داخلي حول مرور الزمن وهشاشة الوجود. اختيارها للكلمات الدقيقة الرصينة مع صبغة شبه صوفية، يوحي بأن اللغة ليست فقط وسيلة للتواصل، بل هي حاجز يحمي ما لا يمكن التعبير عنه.
تعتمد البياتنه على لغة بسيطة متعمدة، لكنها فعالة بعمق شديد. من خلال استخدام الصور الواقعية للأشياء التي حولنا ونراها كل يوم في الواقع وإما في تلفاز يرمز إلى العقبات العاطفية والجريان الخفي للعواطف التي تجتاح الروح الإنسانية. تلعب الشاعرة بتناقضات بين الصلابة والسيولة، وبين الصمت والضجيج، لتبرز قدرتها على التقاط التوترات والتناقضات الجوهرية التي تكمن في التجربة العاطفية.
وفي تجسيدها لتشييع نعش شهيد، يجد القارئ نفسه أحد المشيعين لهذا الشهيد واحداً منهم وينتقل بلا حول منه ليجد نفسه يشعر بما يشعر به الشهيد نفسه وكأنه هو من بداخل ذلك التابوت المقدس الذي يحمل أبطالًا واقعيين، مشاعر أم مكلومة تراها رأي العين من خلال كلمات وجمل فلكلوروية تقليدية ولكن تجد لسانك يرددها، قارئ ينتقل بين أدوار تمثيلية في فيلم واقعي: مشيع حزين إلى مقبرة، وشهيد يحمله التابوت، وأم مكلومة على بطلها الفقيد.
في هذه المجموعة الشعرية التي سعدتُ بترجمتها إلى الإسبانية، تقدم لنا دعاء وصفي البياتنه مجموعة من النصوص التي تصبح فيها اللغة أداة لاكتشاف عمق النفس البشرية. كل قصيدة تمتلئ بدقة لغوية ملحوظة وقدرة على خلق صور حية تنقل القارئ إلى فضاء تتجسد فيه العاطفة من خلال الكلمة. ومن خلال إتقانها للغة الشعر، تنجح الكاتبة في تجاوز حدود الخطاب المعتاد، وتفتح نافذة إلى عالم يُعاش فيه المعنى ويُحس بعمق، وليس فقط يُقرأ، بأسلوب يتأرجح بين التأمل والرؤية، تثبت البياتنه قدرتها على دمج التراث الشعري العربي مع حساسية معاصرة تتحاور مع تراثها الثقافي وكذلك مع القارئ الحديث.
الحقيقة أن كل ما كتبتُه أقل بكثير مما يصف ما وجدته وشعرت به أثناء ترجمة هذه المختارة الشعرية الرائعة من مشاعر مختلطة في فلك أبياتها التي كتبت بحروف من نور.
شكرًا.. دعاء وصفي البياتنه
المترجم
الأقصر- مصر
8 سبتمبر 2024
مقدمة الترجمة للشاعر الإسباني سانتياغو لوبيث نافيا
[ شعر دعاء وصفي بين الحرب والخلاص ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المجموعة الرائعة من قصائد الشاعرة دعاء وصفي فلسطينية الأصل، والتي قام بترجمتها ببراعة وإتقان المشتغل بالدراسات الإسبانية: محمد جمعة توفيق، تقربنا بشدة فائقة إلى الجدلية بين دمار البشر الأعمى الغير قابل للإصلاح، والذي يجلب الحرب، وبين احتمالية وجود الخلاص، التي تظل مضيئة رغم كل شيء.
تذكرنا الشاعرة مرة أخرى بمدى فظاعة الحرب التي لا يمكن تبريرها، وتجسد هذا الرعب في غزة، تلك المدينة المدمرة حيث ينفجر ألم الأمهات أمام موت الأبناء الذين يحاولون، عبثًا، الاحتفاظ بهم في أحضانهن التي باتت عاجزة عن الحماية. في كلمات دعاء وصفي نشعر بأن الجرح القاتل لشباب ضاع عبثًا هو جرحنا نحن، جرح يحول الجندي الذي وافته المنية إلى شهيد بلاحول منه ولا قوة. كما نشعر بذلك الجرح الآخر، جرح أخويّ، من الجوع المقدس الذي يتجاوز نفسه ليصبح تضحية مشروعة. ورغم أن تلك الأرض مدمرة إلا أنها تحمل في طياتها أملاً بالسلام وسط دمارها، ففي النهاية وحتما تقف الحياة دائمًا على عتبة بيوتنا، تطرق الأبواب لتذكرنا بأنها تنتظرنا، رغم كل شيء.
كما نقرأ أيضًا في أبيات دعاء وصفي إمكانية العثور على الخلاص من خلال الحب، بفضل ذلك الانجذاب العميق الذي نشعر به عند تأمل المحبوب، والذي نرغب في الاحتفاظ به بأي ثمن، أو من خلال تسليمنا التام لأمواج الحب التي تجرف المحب في تياراتها. ولكن، لفهم حب شاعرة، يجب أن نتعلم قراءة قلبها، وأن نتوخى الحذر بالابتعاد قليلًا لفهم دروس الحب التي تُعلّمها المسافة. ويجب أيضًا أن نقرأ عن الخلاص في قصيدة "يقين الضوء" الذي تشير إليه الشاعرة خلال ذلك العقد الذي تستدعي فيه الشاعرة رغبة لتمديد الوقت، والخلاص في الصداقة التي تشعر بها تجاه رفيقة الدرب وصاحبة القلب الذي يُعدُّ "درساً من الزمن العريق"؛ وهو نفس الدرس الأبدي الذي ينبض في هذه القصائد، والتي يجب قراءتها بتأنٍ وتفانٍ، تقربًا واقتداءًا بذلك التفاني الفيّاض والمخلص الذي أستطاعت أن تضيئ به هذه القصائد.
سانتياغو أ. لوبيث نافيا
’’ عــن الشاعرة ــــــــــــــــــــــــــــ
دعاء وصفي البياتنه: شاعرة وأكاديميّة فلسطينيّة تحمل الجنسيّة الأردنيّة، مواليد الكويت، حاصلة على درجة الدّكتوراة في الأدب والنّقد الحديث من الجامعة الأردنيّة بتقدير امتياز، صدر لها ديوان شعريّ عنوانه "أيقونة الصّوت الأخير" عام ٢٠١٢، كما صدر لها ديوان "مكتبة الفل" 2023، و شاركت في العديد من المهرجانات الشعريّة المحليّة وعلى مستوى الوطن العربيّ .
عملت مُحاضِرة في الجامعة الأردنيّة، و جامعة الأميرة سميّة للعلوم والتكنولوجيا، وحاليا تعمل محاضرة في جامعة قطر.
حظيت قصائدها باهتمام النّقاد والدّارسين لتنوّعها الموضوعي وتشكيلها الفنّي، وتم تدريس بعض قصائدها في المقرّرات الجامعيّة في الأردن، والدول العربيّة.
تمت استضافتها في جامعة ريتشمند الأمريكيّة مرتين لتقديم محاضرة عن تجربة محمود درويش الشعريّة وأدب المقاومة.
لها أبحاث علميّة منشورة في المجلات المحكّمة، ومساهمات في اجتماعات حماية اللغة العربية في مجمع اللغة العربية الأردني، ومشاركات ضمن لجان التحكيم في مسابقات الشعر والخطابة على مستوى مدارس التربية والتعليم في المملكة الأردنية الهاشمية. من الأفلام الوثائقية التي كتبتها بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية "القلم حين يقهر المستحيل". ولها قصائد مغنّاة منها قصيدة "إمام الهدوء" قام بغنائها وتلحينها المطرب العراقي" إبراهيم سالم". وقصيدة (عروبة قومي) تلحين وغناء:رلى الجنيدي.
مختارات البياتنه الشعرية بالإسبانية
1
Gaza en la hora del cielo
La hora ahora:
el fuego arrastra el alma de sus cuerpos,
solo las astillas se han clavado en el cuerpo de las casas.
La hora ahora:
el palpitar del corazón de una niña
todavía convence a su muerte de que no llegue pronto.
La madre busca, entre los corredores de sangre, los minutos y los años.
La hora ahora:
revive un recuerdo en la imaginación del niño
de su casa destrozada en una noticia que la prensa retrasa con cada puñalada...
***
Eterna es la relación entre Gaza y su nombre,
pues el mar es picadura de un pájaro que se marchita por la masacre permisible,
cerca de las costas y las tumbas.
Sembrar el significado con el léxico "sonrisa" es necedad.
La traición es una bomba, estaba en un ciclo de naranja...
se ha incrustado profundamente en su herida desde la rama de sus hermanas
Pero ella es un fénix que aviva su fuego,
es la derivación del abuso de un curso de los meteoros...
Estos rifles son cañones,
y la mano arroja una cadena
Como las redes, su locura
crece como el asalto de una espiga.
Oh universo, esta es Gaza desde fuera del tiempo,
antes
Gaza en la hora del cielo.
La hora, ahora, son paredes de mi voz, un eco,
un poema y la locura de un teléfono.
Una ambulancia me lleva a Gaza para sanar el corazón.
Allí hay bombardeos continuos en las entrañas del alma, por la inutilidad de hablar.
las balas movilizaron en mi oído un contador de mi alma que gritaba:
"¡Levántate hacia Gaza, pues allí está la paz!
2
El mártir
Cuando llegó la noticia del joven
la violeta y el rocío gritaron,
el olivo tartamudeó,
y el limón estalló en preguntas.
En las callejas estrechas resuena un suspiro,
¿Es cierto que ha muerto o vendrá más tarde?
para que la granada desparrame en rubí que colorea un trigo en la cara,
dibujando su mejilla.
¿Ha muerto?
¿O se retrasó en nuestras estaciones para olvidarnos aquí?
La violeta y el rocío gritaron:
Un ataúd ahí, una lágrima gira a su alrededor,
y la madre se levanta con sus ululatos
que se elevan hasta el Apache, no teme al rifle.
La madre toca su herida con la flauta,
se quema a sí misma,
y besa la cara ensangrentada
para acompañarle con un saludo.
La madre grita de repente.
Un depósito de lágrimas desgarró los corazones del aire
Y la voz del corazón se derramó y la fortaleza se rompió por un momento:
Querido hijo, no te vayas.
Mírame con tu pestaña dormida
y que el tiempo vuelva a mirar de nuevo a tu muerte.
¡Vuelve!
No, no eres tú ahora, no eres ahora tú...
La muerte es estúpida
cuando avanza a ciegas,
recoge las flores.
(¡Oh, pañuelo, vuela sobre el ataúd, me quiero lamentar!
Déjalo que camine despacio para llorar por él,
Todas mis lágrimas en las mezquitas aúllan.
Quiero atar mi alma al sueño de sus ojos).
El ataúd acaricia los hombros de los hombres,
para que los pies corran sobre la tierra como un tambor sin fin:
Dios es Uno, Dios es uno,
un país, un país.
Una herida fluye del muro, del hierro, de la herrumbre.
El ritmo de las almas tiembla con la regularidad del ataúd,
la resonancia se derrama.
El azúcar plateado se planta en el aire:
una pureza que se eleva en la garganta del doliente
para convertirse en el minarete.
El azúcar plateado enciende en el aire
un fervor que derriba a un soldado en una tumba que no quiere un cementerio.
El ataúd avanza con confianza.
Una medalla de flores cerca de su último escenario
desprende un aroma,
y el polvo llora por él mismo como en Karbala.
¿Cómo puede ocultar a un caballero de púrpura, de juventud,
de cielo, de violeta, de rocío?
La violeta y el rocío gritaron:
No temas tu nueva soledad, joven,
no, Dios no te abandonará ni te despreciará,
no, no reproches a la oruga que aquí permaneció
toda una vida para tejer tu manto verde de versos del libro, de visiones...
(¡Oh, Zareef Al-Toul, no te alejes de nosotros!
Tu rostro resplandece como la luz y tu mirada es un destello.
Hoy vi las nubes y en sus ojos las lágrimas,
fui a ver tus ojos, pero no te encontré).
Un vapor crece a lo lejos,
viste la cara del mártir y su voz.
La voz se eleva, temblando, atravesando el yo,
y yo soy yo,
y soy la caída libre desde lo más alto de mi cielo, enterradme en mi cielo,
y soy el centro n la rectitud de mi cuerpo,
y soy mi Salat,
y yo soy yo.
Con cada línea hacia la muerte, vivo,
sobre el asfalto de las calles,
sobre la geometría de las balas,
me convierto en un artista, un profeta, un pájaro.
No era mi intención ser como mi imagen.
No era mi intención ser un profeta,
pero la filosofía de Dios es una verdad,
que hizo de mi caída un acto genial.
Ramallah\ 2015
3
Prensa aérea
Despliega tus alas, fotógrafo.
Toma una foto de Gaza
desde el ángulo de la vida.
¿Era necesario que el fotógrafo muriera
para poder capturar su mar?
¿Era necesario que desapareciera
para caminar por los bordes de las nubes y robar una rosa,
o una toma, o cualquier luz o el rocío?
¡Oh, muerte! ¿Qué planeas ahora?
¿Qué quieres del fotógrafo, del cantante, del poema, de la infancia y de las tiendas?
¡Todas las entradas a las tumbas se han agotado
y ahora has renovado el viaje,
y has dejado la creación de la vida a quien almacena nuestra existencia bajo púlpitos y papeles!
2018/Amán
4
Frente a tu puerta
La vida llama frente a tu puerta.
Ábresela con el asombro dispuesto que se derrama
de tu ser.
***
Maestro del arte sobre la línea,
despide las comas de tu tristeza;
de ti, los fragmentos se convierten en espejos,
y marzo ataca después de la desertificación
en el alma,
plantando las rosas de los cuentos.
***
La vida llama frente a tu puerta.
Agárrala, no vuelvas atrás,
porque lo que está adelante está a bordo de un barco.
Prende los fuegos con ese pasado.
****
Las comas de la tristeza giran en tu cabeza.
Pon un punto en la ruptura de la imaginación,
y vuela con la mañana hacia el significado de tu ser,
porque en breve
la vida llamará frente a tu puerta...
Amán \ 2018
5
El hambre sagrada
(A los prisioneros palestinos que beben agua y sal en huelga de hambre por la libertad)
La edad de los minutos en las cárceles es perpetua,
y el agua se endurece con el aire, convirtiéndose en piedra.
El polvo de una tumba se asienta en un reloj.
Las agujas y el tiempo se detienen, perplejos.
Una celda, un terremoto de sal en su longitud.
La sal es un mar que se evapora bajo los soles;
se fue hacia las nubes del cielo, buscando,
en su explosión un diluvio de madrugada en el hierro
¡Ay, cuaderno del hambre sagrada, cuéntanos
cómo la prisión de Yusuf se alzó y navegó,
cómo la distancia en la distancia se desvanece
hasta que el amanecer se convierte en un sueño más grande.
Cosechaste tus lágrimas en los párpados como un mapa,
y sigues dibujando océanos en la imaginación.
Levantaste una ley desde la sed de la certeza.
¿De qué barro viniste para liberarte?
Te dejaron solo en lo profundo de la oscuridad,
pero tu estrella en la noche creció y brilló.
Abriste una ventana con tu espíritu en lo alto
Para ver con tu sal florecer el mar de Jaffa.
El universo entero ante ti se inclina,
y el amanecer rodeó de luz tu alma sagrada.
Caminas y caminas en tu soledad, atrayendo
una rama que se vuelve verde con la fuente de tu hambre.
La rama eres tú, y tú eres una rama oculta,
y las cadenas se rompieron por la ira de las ramas.
Amán \ 2017
6
Lógica de un amante
¡Oh, la maravilla de la poesía interminable!
Extiende las viñas de tus trenzas y derrama
un himno que brilla con un ansiado verano,
donde florece la melodía de un amanecer embriagador.
¡Oh, mi anhelo!
¡Oh, mi amada,
aquella a quien saludan los halcones con su gentileza!
Devuelve el saludo en igual medida o con el doble,
y arroja tu coquetería en los rincones de mi corazón
para que no tropiece el pálpito si no lo haces.
Por Dios, estoy en éxtasis, absorto en ti.
¡Ten piedad de un muerto que ante ti sufre en silencio!
¡Oh, niña llena de encanto,
que me devolvió mi alma atrapada!
Difunde con tu paso un manantial
que apague el cielo sumergido,
rostro contra rostro, ¡oh luna!
Pero tu toque se desvanece,
y veo que planeas huir
mientras hay un ahogo dentro de mí,
como una letra en los labios de las gitanas.
La negación de tu amor es una aguja
que no lee el corazón enfermo.
Quédate conmigo,
pues mi curación es un guiño
que cae desde la mejilla del crepúsculo…
Quédate aquí,
como una fragancia que silba improvisadamente,
respondiendo al susurro de las sombras,
porque tu ser y yo somos un peligro,
y el enamoramiento desconfía de las cautelas.
7
La Certeza de la Luz
Si las espadas de un alma me miran,
serán los párpados el refugio de mi ser.
Y si las tormentas rugen cerca de mi sombra,
el silencio volverá a ti, como un contraataque.
Tarareo cada herida sobre herida,
Para mi alma fui sol, fui fuego.
Observo su inclinación y llamo,
¡Puede aumentar y crecer ahora en desafío!
De la balada y del zéjel de las llanuras,
la herida se convierte en ríos y rutina.
No hay nada tras de mí ahora,
salvo que frente a mí fui un rival.
Y sé que mi rostro es la sombra de mi rostro,
si las serpientes del universo despojan su piel.
Me observa la ilusión para verla,
¿Y este espejismo se convierte en apoyo?
Suspendí la noche, disipé cada estrella,
y permanezco en la certeza de la luz una década.
8
A mi amiga de la vida (Saita Al-Azba)
Oh, hija del desierto de las llanuras.
Oh, corceles del cardamomo, susurro del clavel.
Oh, paz de Dios con el viento del céfiro.
Oh, nombre de almizcle que se ha condensado y regado.
***
Ella es una mezquita si mi corazón se extravía.
Ella se convierte en una mañana, se convierte en una eternidad.
Ella es más elevada que las llamas de la luz,
más fresca que los espejos del alba.
***
Cuando camina
el sol se retira en disculpas.
Cuando se acerca
la flor empieza a llover.
***
Su corazón es una lección de tiempos antiguos,
una gema que supera al ágata,
y un azúcar que permanece y pregunta:
¿Cómo puedes ser dulce sin esfuerzo?
¡Oh, hermana del agua de rosas! ¡oh, alma amiga!
Eres certeza y convicción, y por eso eres Saita.
¿De dónde viene la fiesta? ¿De dónde viene la frescura?
De su espíritu,
de mil baladas que se cantan en su nombre
o en su retrato,
en el kohl,
en la noche sagrada, en los ojos y sus pestañas.
***
Dime, por Dios, ¿cómo puede el silencio ser una voz?
¿Cómo puede la flor derramarse en rosas?
¿Cómo es posible? ¿Cómo es posible?
¡Oh, respuesta antes de que llegue la pregunta!
¡Oh, paz antes de que se proyecten las sombras!
¡Oh, buenos días cuando el amanecer se refleja en su rostro!
El verano se siente cómodo si encontró el día en su espíritu.
Gloria a Aquel que hizo que las estrellas siguieran su paso.
Tus palmas seguirán siendo sombra para los capiteles,
y tu pálpito persistirá sobre mi corazón, oh amiga.
Eres certeza y convicción, y por eso eres Saita.
Doha \ 2022
9
Llamador del Silencio
Si tus ojos tocan la puerta de mi alma,
el corazón responde en silencio con un saludo.
Y si el silencio es poca pasión,
la respuesta se convierte en poesía como un imam.
Mi respuesta es verte al borde de los ojos,
porque tu rostro me priva del sueño,
y tu voz, si me llega desde lejos,
hace que todo mi pulso se despierte en mí.
La marejada del amor me ahoga en olas;\
entonces, dime: ¿cómo comienzo a hablar?
Después de la marea, nos atrapan los mares,
y cada inicio es en realidad un final.
Soy un enamoramiento que se disuelve sin llamar,
así que deja que mi silencio te hable de amor.
Tus ojos por sí solos son miel que canta,
y mi poesía puede ser su medalla.
Amán / 2016
10
Una declaración femenina
No reprimas a los granados si florecen en mis mejillas
ni la inundación que salta desde las colinas.
No limpies el kohl escondido en las pestañas,
casi se desvanecen los antílopes.
No prives a la rosa de sus sacudidas,
de su fragancia en las fantasías de la juventud.
La voz es un uvero añejado en la compresión de la flor.
Dime, ¿temes al canto?
***
Estoy aquí, en la pupila de las miradas, un espectro
sagrado al que se rinde el mundo,
y los mares levantan velas hacia él.
***
Déjame, como quiso el dios, un poema,
una estación otoñal
que recita, se ríe, y luego empieza a llorar.
No, no le digas al sol que sea una nube.
Sé una marioneta.
No molestes al cascabel en esta nada.
No te acerques a mi templo espiritual.
Silencio mariano en mi interior,
y el gran coro lo repito en visiones.
***
Lee por mi corazón
mi espacio: miel, uveros, puerta de una galaxia,
un mar, granados e inscripción de un obelisco.
Así que aléjate para ver
cuánta distancia y el jardín que subyace,
antes de que vengas a amar a una poeta.
Amán \ 2019
___________________________
محمد جمعه توفيق
مؤسس مجلة الغرفة الملكية الثقافية
مترجم وأكاديمس متخصص بالدراسات الإسبانية ودول أمريكا اللاتينية
Comments