لوحة الغرنيكا لبيكاسو

محمد عشماوي يكتب |

الحقيقه أن اللوحة ليست مجرد عمل يعكس بشاعة موقف ما ولكنها من وجهه نظري إنها تعكس معاناة البشر في قرارات فردية لا تمت للبشرية والإنسانية بشيء.. انما هي نابعة عن انانية مفرطة هدفها السلطة و ما يريده شخص بعينه..

لم أر في حياتي لوحة سوداوية مثل تلك الا اللوحات السوداء ل جويا.. لوحة الغرنيكا في عام 1937 كانت وستظل بمثابة الصورة الأمثل التي تعكس بشاعة الحرب الاهلية الاسبانية التي شارك فيها الجينرال فرانكو..هو لوحة من أهم لوحات بيسكاسو في القرن العشرين لطابعها السياسي و أسلوبه المتميز من الفن التكعيبي الذي كان رائده.

أطلال قرية الغرنيكا بعد القصف

اللوحة تصور المعاناه التي عاشتها قرية الغرنيكا الإسبانية والتي تقع في اقليم الباييس باسكو في الشمال الاسباني وكانت القرية تحتوي علي مصنعي أسلحة والتي كانت تحت حكم الجمهورية الثانية والتي أنقلب عليها الجنرال فرانكو.

القوات التي قامت بالقصف كانت القوات الجوية الألمانية بمساعدة الطيران الإيطالي.. ترك القصف حوالي 127 ضحية.

فيما يتعلق بتحليل هذا العمل الفني .. فاللوحة تنقسم الي جزئين.. الأيمن يمثل العالم خارج المنزل..و الايسر عن العالم الآخر وهو ما بداخل المنزل..

المفترض الا يكون هُناك تشابه بين العالمين.. ولكنهم يعيشوا نفس المعاناة. الضوء في العمل صليبي الشكل أي يصور لنا أن جميع الشخصيات تشارك في نفس المعاناه و مُسلط عليها الضوء.

العمل يتضمن تسعة عناصر.. أربع سيدات.. حصان.. ثور.. طائر.. مصباح.. ورجل

إمرأتان تنظران الي السماء.. تتضرعان الي الله من أجل النجاة..التي علي اليسار تناجي ربها من أجل ابنها الذي لقي حتفه وتمثل التعب النفسي.

التي تقع في الجزء الأيمن تعاني من النار التي تستنفذها و تمثل التعب الجسدي.

الاخريات.. واحدة منهم تطل من النافذة بشمعة تُمثل الامل والاخري تدخل المنزل عبر الباب كما لو كانت تائهه!

الحصان يمثل الضحية البريئة والذي يظهر من داخل فمه سكين والمعاناة التي لاقاها قبل أن يُلقي حتفه.

الثور يمثل الشعب الاسباني وهو العنصر الوحيد الذي ينظر لنا نحن.. يناجينا و يستغيث بنا..

الطائر الذي يقع بين الثور و الحصان هو الاخر يمثل الضعف.

المصباح مركز الصورة و بريق الامل الوحيد

الجندي الميت علي الارض بالطبع لا حاجة أن يتم توضيح مدي المعاناه التي عاشها قبل أن يلقي حتفه.. الخطوط في اليد والسيف المكسور..

بابلو بيكاسو

عندما سُئل بيكاسو عن لوحة الغرنيكا قال:

هي صرخة رفضًا للحرب.. رفضًا للهجمات التي يقودها العدو.. الفن ليس لتزين البيوت و إنما هو أداة مهمة جدًا في الحروب و سلاح ضد العدو.

في كُل أعمالي أوضح رفضي للحكم العسكري.. ودعمي للحرية والشعب الإسباني.

___________

محمد عشماوي ليسانس ألسن قسم اللغة الإسبانية - جامعة عين شمس

مدرب لغة إسبانية