top of page
  • صورة الكاتبMohamed Gomaa Tawfik

أرخينتينا| قصة قصيرة من ذكريات استقلال الأرجنتين

تأليف| محمد جمعة توفيق






مقدمة المؤلف

ايميليو دي ارخينتينا

يعود ايميليو دي لا روتا في أحد مراكب التهريب بعد رحلة تعليمية طويلة في أوروبا دامت لعشر سنوات بعد أن وصله خطاب من أبيه يخبره فيه بإصابته بالحمى الصفراء .

بعد وصوله بعامين تبدأ ثورة مايو 1810 -و بفضل خطبه الثورية التي ألهبت حماس الوطنيين الأرجنتينيين- يشارك ايميليو في كل المعارك التى دارت في الأرجنتين و بعض دول أمريكا اللاتينية -التي كانت تحت ظل مقاطعة ملكية إسبانية واحدة في ذلك الوقت- بين القوات الوطنية الأرجنتينية التي ضمت شعوب الكريول و قوات ثورية، و بين القوات الملكية الإسبانية الإستعمارية، حتي إعلان المجلس الوطني الأول في 9 يوليو 1816 الاستقلال الكامل للأرجنتين.

يمكن للقارئ أو الناقد وضع هذه القصة القصيرة تحت القصص التاريخية، و هو نوع أدبي معروف في الأدب الإسبانى .

حيث تدور كل أحداث القصة في أمريكا اللاتينية، و بشكل خاص في الأرجنتين، في فترة حرب الاستقلال الأرجنتينية منذ عام 1810 حتى عام 1820 و ما بعدها.

كل الأحداث و التواريخ، و المعارك، و الجغرافيا، و الشخصيات المذكورة هي أماكن، و شخصيات، وأحداث تاريخية حقيقية.

شخصية ايميليو دي لا روتا و عائلته و حواراته و الحبكة الدرامية هي من من وحي خيال المؤلف.

المؤلف

محمد جمعة توفيق

10 يناير 2021



مرحبا بكم!

يبدو لي أننى رأيت هذه الوجوه من قبل ..لا أدرى متى لكنى بالتأكيد قد قابلتها في إسبانيا .. إننى لا أنسى هذا الوجه الذي لوَّحته الشمس. و تلك القبضة القوية .. إنني أعرفها .. لقد تذكرها حين تصافحا.

أمواج تتلاطم هنا و هناك.. يبدو أن السفينة العائدة إلى الأرجنتين عن طريق الولايات المتحدة قد أقتربت .. أمل كبير بالوصل إلي الوجهة التى يقصدها منذ أن وصله خطاب أبيه، يطلب فيه عودته من إسبانيا بسبب مرضه القاتل .. الظلام حالك كسواد العالم المستبد الذى نعيش فيه الآن .

ليلة مظلمة مترقبة و مليئة بالألم و الأمل فى نفس الوقت .

من وراء زجاج النافذة تشرق الشمس و معها الأمل المنتظر، يخرج مهرولاً و هو يرتدي ثيابه المهندمة، ليجد الشابين اللذين قد قابلهما بالأمس علي سطح المركب فرحين و مهللين:


- لقد وصلنا يا ايميليو!. قالها الشاب ذو العوينات، و الشعر الرث الطويل.

رد ايميليو:

- نعم! إنه البحر الحلو -هذا ما أطلقه عليه البحار الإسباني خوان دياث دي سوليس عندما زار ريو دي لا بلاتا لانخفاض ملوحته- لقد وصلنا يا هوجو . لقد حلمت عدة مرات بتلك اللحظة، و أكثر منها اللحظة التى تشرق فيها الشمس على أرجنتين بدون استعمار .


عشر سنوات قضاها في أوروبا ليكمل تعليمه، ليتخصص فى الحقوق، و متخرجا في جامعة سلامنكا، حتى أصبح محاميا بارعا ذو فكر ثورى مستنير. و طوال تلك الفترة لم يترك ذاكرته لحظة فكرة ريكاردو ليفين، حينما قال " أن مجتمع بوينس آيرس يحتوي داخل نفسه -في عصر الرذيلة- على أقوى وكلاء التغيير، الذين سيتخذون الإجراءات عندما تسمح الظروف بذلك ".

ربما تلك الأشعة تحمل معها ما يسمح بذك – قالها لنفسه دون أن يسمعه الشابين.

إنها المرة الأولى التى تطء قدمه شاطى جزيرة مارتين جارثيا فى ريو دي لا بلاتا.. كانت الظهيرة تماما .

يوم و ليلة كاملة خلال السهول و التلال فى ليلة مظلمة .. طرق وعرة .. كمائن الجنود الإسبان .. ليل حالك .. وصل فى الصباح إلى ريو دى لا بلاتا .. نظرات عديدة يرسلها ذهابا و ايابا بحثا فى كل اتجاه عن أبيه -لم يعلم حينها أنه قد توفى منذ شهرين بالحمى الصفراء، التى لم تكن معروفة حينها- و تمر بجانبه امرأه جميلة تحمل طفلا رضيعا، فيتذكر إيلينا رودريجيث، الإسبانية ذات الشعر الكستنائي، التي ماتت بعد عام من زواجهما و هي تلد طفلها .

منذ ثلاث سنوات فى عام 1804 -عندما كان نابليون يقترب من ذروة مجده- وفي باريس ايميليو دي لا روتا خلال رحلته إلى أوروبا أغرق نفسه في قراءة كتابات المفكرين الأوروبيين أمثال: جون لوك وتوماس هوبز وفولتير، ومونتسكيو، و روسو. وقد كان لهم تأثيرا عميقا على أفكاره السياسية و في فلسفته للحياة .

مضى الآن شهرين على وفاة أبيه، الذي كان أحد الأرستقراطيين الأرجنتينين من أصل إسباني، و قد ترك له ميراثا عظيما .

لم يلبث طويلا بعد عودته لوطنه حتى انضم إلى حركة استقلال أمريكا اللاتينية، حيث أدى غزو نابليون لإسبانيا فى عام 1807 إلى زعزعة السلطة الإسبانية، و فى مايو 1808 أسر نابليون كارلوس الرابع والملك فيرناندو السابع ونصَّب أخاه، خوسيه بونابرت على العرش الإسباني. هذه الحادثة هزت الاستقرار السياسي لإسبانيا، وكسرت الرابط مع بعض المستعمرات الموالية لآل بوربون،

و رأى العديد من المستوطنين الإسبان في تلك الأحداث فرصة لقطع علاقاتهم مع إسبانيا.


ثورة مايو 1810 ..

استطاع ايميلو -فى تلك الفترة من الأحداث المليئة بموجات التحرر- تكوين مجموعات شبابية ثورية بخطبه الحماسية، مرسخا فيهم فكرة الاستقلال عن المملكة الإسبانية، و بمساعدات عسكرية استطاعت تلك المجموعات مهاجمة بعض تمركزات القوات العسكرية للجيش الإستعمارى، و قد كان هناك نوعان من الوحدات العسكرية: الأولى من الجيش الإسباني النظامي التي أُرسِلت أو تكونت بأوروبيين محليين، وتسمى "الاستطلاعيين"، و وحدات أخرى تسمى "المخضرمين" أو المليشيات، التي أُنشِئت في الأمريكتين.


فى ذلك الوقت كانت حكومة المستعمرة الإسبانية لملكية ريو دي لا بلاتا -فى الوقت الحاضرالأرجنتين، و بوليفيا، و تشيلى، و باراغواى، و الأوروجواي- قد أصبحت ضعيفة للغاية بدون ملك شرعي يجلس على العرش الإسباني ليجعل منصب الملكية البديلة شرعيًا.

النخب المحلية المرهقة من قيود التجارة الإسبانية وضرائبها انتهزت الفرصة أثناء ثورة مايو عام 1810، و قاموا بخلع سيسنيروس، وكوَّنوا الحكومة المحلية الأولى، التي أطلق عليها المجلس الأول.


معركة توكومان 1812 ..

في 24 و 25 سبتمبر 1812 بالقرب من مدينة سان ميجيل دي توكومان، شارك ايميليو بمجموعاته الثورية خلال رحلة المساعدة الثانية إلى بيرو في سياق حرب الاستقلال الأرجنتينية. و فى تلك المعركة هزم الجيش الشمالي -بقيادة الجنرال مانويل بيلجرانو- القوات الملكية الإسبانية وأوقف تقدمها في الشمال الغربي الأرجنتيني. سمح انتصار توكومان لقوات ريو دي لا بلاتا أو الأرجنتينيين بتأكيد حدود المنطقة الواقعة تحت سيطرتهم.


الصديقان ..

خلال تلك الفترة الوجيزة استطاع ايميلو -الشاب الطموح ذو الفكر الثورى، و الذي كان يملك لسان فصيحا يشحذ به همم الثوار،

و يلهب حماسهم - أن يشارك في اجتماعات مختلفة مع الجيش الثوري، الذي كان يهاجم الملكيين علي حدود بيرو، لتحقيق هدف التحرر و الأستقلال للأرجنتين. هناك قابل خوسيه دى سان مارتين -قائد الجيش الثوري حينئذ- و تأثر به تأثرا شديدا، و أصبحا صديقين، و لازمه لفترة كبيرة من حياته.


معارك و انتصارات 1813 .. معركة سان لورينثو

لم تمض شهور قليلة حتى اندلعت معركة سان لورينثو في 3 فبراير 1813 بجوار دير سان كارلوس بوروميو، الواقع في مدينة سان لورينثو في مقاطعة سانتا في الحالية بالأرجنتين، حينها كان ايميلو دى لا روتا عائدا مع المجموعات العسكرية و الثورية من احدى الحملات الليلية، التي كانت تراقب القوات الملكية بالقرب من سان لورينثو.

و هناك قابل ايميليو صديقه خوسيه دي سان مارتين، الذى كان قائد كتيبة تسمى خيالة غرناطة، و التى فاجئت قوة الملكيين الإسبانية من ميليشيا مونتيبيديو تحت قيادة أنتونيو ثابالا، و استطاعت هزيمتهم بعد أن تم تنفيذ هجوم القوات الأرجنتينية بحركة كماشة، خرجت من الجزء الخلفي من الدير، و أجبرت الإسبان على الهروب نحو سفنهم.

أصيب ايميليو فى هذه المعركة بعدة جروح ليست بخطيرة، و لكنه استعاد عافيته سريعا ليشارك بكل حماس فى معركة جديدة، و إصابة جديدة.


معركة سالتا ..

عشرون سنتيمترا فقط .. لو لم ينحنى ايميليو لكانت الرصاصة اخترقته، و لكنها أصابت اوستوكيو دياث بيليث -القائد الثاني للقوات ورئيس الجناح الأيمن- بينما كان يسير على طول طليعة التشكيل . هكذا بدأت معركة سالتا، التى دارت في 20 فبراير 1813 في كامبو كاستاناريس، في الجزء الشمالي من مدينة سالتا.

طلقات مدفعية.. نيران قنابل يدوية .. سلاح الفرسان .. السياج المحيط بالمدينة.. مناورات و مناوشات في شوارع سالتا.

تجمعوا في بلازا مايور، و أخيرًا قرر تريستان -قائد القوات الملكية- الاستسلام، آمرا جنوده بدق أجراس كنيسة لا ميرسيد.

هزيمة جديدة للملكين و انتصار جديد لجيش الشمال الأرجنتيني سمحا للوطنيين باستعادة السيطرة مؤقتًا على ألتو بيرو.


مغامرة جديدة .. معركة أيوهوما

أيوهوما، و التى تعنى "رأس الموت" فى لغة الكيتشوا -لغة الأمريكيين الأصليين أو الإنكا- تلك اللغة التى لا يزال يتحدث بها أكثر من عشرة ملايين شخص في أمريكا الجنوبية على نطاق واسع، كما تعدّ في دساتير كولومبيا، و إكوادور، والبيرو اللغة الرسمية بعد الإسبانية.

المهم .. في موسم الأمطار، و في أواخر عام 1813، و تحديدا فى الرابع عشر من شهر نوفمبر اندلعت معركة أيوهوما، حينها كان ايميلو مع المجموعات العسكرية و الثورية عائدين من حملة ألتو بيرو بعد هزيمتهم على يد القوات الملكية في معركة بيلكابوخيو، التي وقعت في 1 أكتوبر 1813، وفي قرية ماتشا حاول الجيش الشمالي إعادة تنظيم صفوفه.

و في 12 نوفمبر، وصلت قوات الجيش الملكي إلى توكيري، وهو ارتفاع يقع عند سفح نهر أيوهوما بامبا، وفي منتصف الصباح، بدأ الملكيون الذين نزلوا من موقعهم المرتفع على الجانب الأيمن من جيش ريو دي لا بلاتا في إطلاق النار بمدافعهم، مما أدى إلى تشتيت قوات الجيش الثانى، التي لم يكن لديها القوة الكافية لإلحاق الضرر بالجيش الملكي.

بعد عدة محاولات فاشلة هُزم الجيش الثانى للمرة الثانية على يد القوات الملكية بقيادة الجنرال خواكين دي لا بيثويلا، منهيا الحملة الغازية الثانية إلى ألتو بيرو.

"نساء أيوهوما الشجعان"، الإسم الذى أطلق على مجموعة من النساء اللواتي ساعدن الجرحى خلال المعركة، و بعضهن شاركن كجنديات .


الحروب الأهلية الأرجنتينية ..

خلال تلك الفترة، و في يونيو 1814، اندلعت سلسلة من الحروب الأهلية التي وقعت في الأرجنتين استمرت حتى عام 1880.

بالطبع كانت هذه الصراعات منفصلة عن حرب الاستقلال الأرجنتينية .كان الخصوم الرئيسيون فى هذه الحروب -على المستوى الجغرافي- مقاطعة بوينس آيرس ضد المقاطعات الأخرى في الأرجنتين الحديثة، أما على المستوى السياسي، فكان الحزب الفيدرالي مقابل حزب الاتحاديين. كان السبب الرئيسي للصراع هو المركزية المفرطة التي مارسها قادة بوينس آيرس، واحتكارهم لاستخدام ميناء بوينس آيرس كوسيلة وحيدة للتجارة الدولية لفترة طويلة. من المشاركين الآخرين في أوقات معينة كانت أوروغواي، التي أصبحت مستقلة عن المقاطعات المتحدة لريو دي لا بلاتا في وقت متأخر في عام 1828 .


على إحدي ضفاف نهر ريو دي لا بلاتا الواقع علي الحدود بين الأرجنتين و أوروغواي، و تحديدا علي نهر بارانا، و بينما تسدل الشمس أستار أشعتها على تلك التلال الخضراء التى تزينت بالبياض كان الصديقان على الأحصنة يسيران ببطئ شديد.

فجأة توقف خوسيه و نزل عن حصانه متجها نحو الماء قائلا:

- لقد قررت ترك قيادة الجيش الثورى يا ايميليو .

- ماذا تقول ؟ هل هذه دعابة ؟ - رد ايميليو و هو يخفي ضحكاته التي تعبرعن مفاجأته .

- لا يا صديقى . سأتجه نحو تشيلى، فلكى تنجح الثورة علينا أولا طرد الإسبان من تشيلي، وبعدها نستطيع أن ننظم حملة ضد مراكز القوة الإسبانية في بيرو، و أريدك معى فى هذه المهمة .

- لا أدرى أيها القائد، و لكنى أثق بك تمام الثقة، سأبقى معك أينما كنت.


رجعا إلى المعسكر، و قد حل الظلام، و خلال عدة أيام يغادر ايميليو مع صديقه الكولونيل و معهم بعض القوات باتجاه ميندوثا، الواقعة علي طريق رئيسي بين الأرجنتين وتشيلي. أمامهم طريق طويل مرورا بإنتري ريّوس، و قرطبة، و سان لويس.

خلال طريقهم واجهوا الكثير من الصعوبات، فمن ناحية بعض التمركزات للقوات الملكية الإستعمارية، و من ناحية أخرى تضاريس المنطقة الوعرة، حيث سلكوا جبل أكونكاغوا، أكبر جبال الأمريكيتين والنصف الجنوبي من الكرة الأرضية.

هذا ليس كل شئ، فلم يفرغوا من مهاجمة أحد النقاط الأمنية للقوات الملكية حتى عبروا جبال الأنديز-التي تمتد على طول الساحل الغربي في سبع دول هي الأرجنتين، و الإكوادور، و بوليفيا، و بيرو، و تشيلي، و كولومبيا و فنزويلا- مرورا بمنحدرات و طرق مقفرة و وعرة، وفي ممرات ترتفع خمسة آلاف متر عن سطح البحر في مسعاهم لتحرير تشيلي .

أخيرا قد وصلوا إلى ميندوثا رابع أكبر مدن الأرجنتين، وهناك استطاع خوسيه دي سان مارتين -بمساعدة صديقه ايميليو الذى ألهب حماس الشباب الثورى- تجنيد الوطنيين التشيليين الذين فروا عبر الجبال بعد هزيمتهم في رانكاغوا، وحاول أن يضم الأرجنتين إلى جانبه، وبعد عامين نجح في جمع جيش مدرب من التشيليين والأرجنتينيين، و كان هناك جيشا قوامه نحو ثلاثة آلاف من المشاة وألف من الخيالة بالإضافة للمدفعية .

فى نفس الوقت في سان ميجيل دي توكومان، وقَّع المجلس الوطني الأول الإعلان الرسمي في 9 يوليو 1816، يعلن فيه عن الاستقلال الكامل للأرجنتين، مع وضع أحكام لدستور وطني، و قد حدث ذلك بعد أن وُقِّع دستور الأرجنتين في 1853، معلنًا تأسيس جمهورية الأرجنتين.


الآن تحررت تشيلى، بعد هزيمة الجيش الإسباني في معركة تشاكابوكو في فبراير 1817، و بعدها البيرو حيث قام الإسبان بإخلاء ليما، ودخلها سان مارتين، و عُيّنَ حاميا على البيرو معلناً استقلالها.

بعد نصف عقد من المعارك والمناوشات بين قوات الملكية الإستعمارية و أحرار أمريكا اللاتينية، وعبر جبال الأنديز، إلى تشيلي، و بيرو و بوليفيا؛ ها هى الآن الأرجنتين حرة.


أنتم مستقبل الأرجنتين ..

تشرق شمس يوم جديد على ضفاف ريو دي لا بلاتا .. شمس بلا استعمار .. شمس بلا استعباد ..

يغمض ايميليو عينيه مسندا ظهره على أحد الصخور الرصاصية اللون مستعيدا ذكريات الكفاح، و يمر أمامه شريط صور ملئ بالحرية ... رصاصات البنادق .. قوات الملكية الإستعمارية .. مناوشات .. رصاصات طائشة .. خوسية دي سان مارتين .. جبال الأنديز

و ميندوثا .. أصوات طلقات المدافع .. خيالة الغرناطيين .. سلاح الفرسان .. حروب أهلية لا زالت مستمرة .. انتصارات وحرية .

أخيرا تحقق حلم الأرجنتين .. حرية الأرجنتين.

- بابا! .. بابا! ..

صوت خافت لولد صغير يبلغ من العمر عشر سنوات، صاحب وجه مستدير، عيون زرقاء، و شعر بنى اللون، مرتديا بنطالاً قصيراً، و قميصا كتب عليه أرخينتينا .. من بعيد يقترب الصوت أكثر فأكثر .

يفتح ايميليوعينيه و يعتدل .. إنه ألخاندرو.

يجلسه إلي جانبه و هو يرنو ببصره إلى شروق الشمس، و يمسك بيده قائلاً:

- الآن أستطيع أن أقول أن حلمى قد تحقق يا ولدي، كافحنا لمدة عشرة سنوات .. عشرة سنوات يا ألخاندرو، و ها هى الآن أرجنتين بلا استعمار و لا استبداد .. الآن حان وقت البناء .. الآن جيل جديد يشرق مع أشعة الشمس . ابنى ألخاندور! .. أنتم مستقبل الأرجنتين.

النهاية .

bottom of page